رَغم مرور تسع سنوات .. على مذبحة رابعة والنهضة .. بمشاهدها المروعة .. رابعة ستظل حيةً فى الضمير الإنساني .. ستظل تلك المجزرةُ حيةً فى الضمير الإنساني .. يُلعن مرتكبوها .. ويوضع شهداؤها وجَرحاها .. فى مكانة الوطنيين الأحرار السامية.
وجماعةُ الإخوان المسلمون
تجدد فى كل عام موقفَها الراسخَ من هذه المجزرة.. وفي هذا العام أكدت الجماعةُ على ما يلى:
1. أن “السلميةَ” ثابتٌ أصيل من ثوابت العمل الوطني وأنها بِناءً على ذلك لم ولن تتبنى العنفَ كأداةٍ للتغيير والإصلاح الشامل، وفي نفس الوقت ترفضُ ممارسةَ العنفِ ضدَّ الشعب من قِبل الذين سطَوْا على مقدراته، وإنَّ سننَ التاريخ تعلمُنا أن الشعوبَ أقوى وأبقى من الأنظمةِ الأمنية الهشة التي لا تمتلك شرعيةً أو مشروعيةَ تمثيلِ الشعب وحكمِه، وفي النهاية سيُحاسَب كلُّ مَن أجرم في حق أبناء أمتنا حسابًا عادلا إن شاء الله.
2. تجددُ الجماعةُ التزامَها الكامل باحترام أي نظام سياسي تُفرزه مشاركةٌ شعبية ديموقراطية حرة، وغنيٌ عن البيان فإن العالم المتحضر استقر على أن صناديقَ الاقتراعِ الحرِّ النزيه هي التي تحدد من يشارك في السياسة ومن يبتعد عنها، و تحدد سقف مشاركةِ كل فصيل أو تيار.
3. لم يفرضِ “الإخوان المسلمون” أنفسَهم على الشعب يومًا، وما قدموا أنفسهم في أي انتخابات إلا باختيارٍ شعبي لهم، سواءً قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م أو بعدها، ولعل أكبر شاهد على ذلك نسبةُ تمثيلهم المحدودةُ في الحكومة والمحافظين في عهد الرئيسِ المنتخب الدكتور محمد مرسي يرحمه الله.
4. تؤكدُ الجماعة أن قلوبَها وأيادِيَها ستظلُّ مفتوحةً وممدودة لكل الوطنيين المصريين الشرفاء داخلَ مصرَ وخارجَها، لإنقاذ الوطن من الكارثة التي حلت به على أيدي طغمةِ الانقلاب العسكري، وإن الدرسَ البليغ الذي استبانت تفاصيلُه واتضحت معالمُه بعد هذه السنوات العصيبة هو أن الطريقَ الوحيد لانتشال الوطنِ لن يكون إلا في ظل التحامٍ كاملٍ بين المخلصين من أبنائِه على اختلافِ مشاربهم وتوجهاتهم.
5- ترسلُ الجماعةُ تحية إعزازٍ وإكبار لكل الشرفاء الصامدين داخل السجون والمعتقلات من كافةِ التوجهات والأفكار، متعهدة ألا تدخر جهدًا لفك قيدهم وسلامة أرواحهم، كما ترسل الجماعة تحية إجلال وتقدير إلى كل شهداء ميادين الحرية والمضارّين والمطاردين داخلَ الوطن وخارجَه.
وختامًا تؤكد جماعة “الإخوان المسلمون“
أنها ستظل على مَنهجِها ثابتة مطمئنة إلى صحة الطريق وسلامة المقصد، وأن بَوْصَلَتَها واضحةٌ فهي مع خيارات الشعب المصري وتحقيق طموحاته وآماله في حكم نفسه، كما تؤكد الجماعة ثباتَها على مبادئِها، التى وثقها الإمام الشهيد حسن البنا يرحمه الله حين قال في رسالة إلى أي شيءٍ ندعو الناسَ: “إن تكوينَ الأمم، وتربيةَ الشعوب، وتحقيقَ الآمال، ومناصرةَ المبادئ: تحتاجُ من الأمةِ التي تحاول هذا أو الفئةِ التي تدعو إليه على الأقل، إلى قوةٍ نفسية عظيمة تتمثل في عدةِ أمور: إرادةٍ قويةٍ لا يتطرق إليها ضعف، ووفاءٍ ثابتٍ لا يعدو عليه تلونٌ ولا غدر، وتضحيةٍ عزيزة لا يحول دونَها طمعٌ ولا بخل، ومعرفةٍ بالمبدأ وإيمانٍ به وتقديرٍ له يعصمُ من الخطأ فيه والانحرافِ عنه والمساومةِ عليه، والخديعةِ بغيره. على هذه الأركانِ الأوليةِ التي هي من خصوصِ النفوسِ وحدَها، وعلى هذه القوةِ الروحيةِ الهائلة، تُبنى المبادئُ وتتربى الأممُ الناهضةُ، وتتكونُ الشعوبُ الفتية، وتتجددُ الحياةُ فيمن حُرموا الحياةَ زمنًا طويلًا”.
والله أكبر.. ولله الحمد