رابعة هي أرض الصمود والعزة .. حيث أراد كل من يعي .. أن يحافظ على مكتسبات ثورة يناير .. التي حصل الشعب عليها .. مثل حق الانتخاب واختيار الرئيس .. والانتقال السلمي للسلطة، وكذلك كل من قام بعملية ربط إرادة الشعب في الحرية والعدالة الاجتماعية بما جاء به الإسلام وقد رأى أن أكثر من سيطبق ما نادت به الشريعة الإسلامية من مبادئ هو رئيس قد ولد من رحم جماعة تهدف إلى الدعوة وتطبيق المبادئ الإسلامية الصحيحة في كل نواحي الحياة، حتى يكون الإسلام ضمانة حقيقية على توزيع الحقوق بالحق.
كان اعتصام رابعة الذي يهدف إلى رجوع الرئيس المختطف اعتصاما فريدا من نوعه، اعتصام به مشاهد لن تستطيع نسيانها ما حيينا، مشاهد من الصمود ومن ارتفاع الروح المعنوية، وكذلكإيمانيات وتسليم لقضاء الله بشكل لم يراه أحد من قبل، سنذكر في هذا المقال مشاهد بعينها لكي نتذكرها سويا.
مشاهد من رابعة لا يمكن نسيانها:
من أجمل المشاهد في رابعة هو مشهد الصلاة الجماعية والدعاء، وكانت الأصوات تشق عنان السماء بخشوع ويقين في الله عزوجل؛ لينال بها المعتصمون ما يبغون؛ إما نصرا أو شهادة بالنفس أو شهادة على الأقل بالثبات والوقوف مع الحق، كل منهم يريد أن يراه الله في هذه الساحة العظيمة
وأيضا من المشاهد الرائعة هو مشهد أطفال رابعة بعدما أنشئت لهم مدينة العاب صغيرة في رابعة؛حيث يمارسون طفولتهم بجانب رجولتهم المبكرة ولكنهم أبهروا الجميع عندما حاول البعض عمل لقاء مسجل معهم فقد كانت المفاجأة هي ردود الأطفال التي تنم عن وعي وفهم وليس فقط محاكاة وتقليد غير واعي لأباءهم، بل ذهب بعضهم في استنتاجه أن الألعاب في هذا المكان هي رسالة يجب أن تصل لمن اختطفوا الرئيس بأنهم صامدون ويمارسون حياتهم الطبيعية في هذا الميدان.
وكذلك من دلائل الصمود ومن المشاهد التي لا يمكن نسيانها هم سيدات رابعة وهم يخبزون كعك العيد في رابعة دلالة على عدم اليأس وحب الحياة بجانب الرغبة في الشهادة، نساء اوصلوا رسالة قوية بأنهم وعوا ان الحياة لا يمكن ان تقف بسبب الاعتصام سيدخلون البسمة على أهالي الشهداء وسيصمدون حتى النصر.
مشاهد كثيرة منها الجماعي والفردي كلها تتشابه في المعنى وتجعل الرسالة التي يجب ان تصل أننا صامدون لا نهاب الموت ولا نخشى التأخير فنحن مهما طال الزمن جالسون حتى نحصل على ما جئنا من أجله (النصر أو إحدى الشهادتين).
فما الذي حدث في رابعة؟
ثم بعد كل هذا تجرأ الجلاد على الأطهار ولم يقصد تفريقهم ولم يريد ان يفض الاعتصام، ولكنه أراد توصيل رسالة كان مضمونها الغدر والنذالة معبئة برائحة الدم المختلط بالبارود لكي تسكت الافواه ويستتب له أمنه الزائف، وظن أنه محى الآثار ولكنه لم يعي الدرس،فالأطفال الذين عايشوا الاعتصام وعاشوا المشهد لآخره لن يمحى من ذاكرتهم أبدا ما حدث فهذا جيل ثورة يناير الذي تربى على العزة والكرامة ومهما طال الزمن فهؤلاء الأطفال سيكبرون يوما وسيستردون ثورتهم من العصابة مهما حدث.
هذه المشاهد النبيلة التي قوبلت بهذا الغدر قد حصلت على ما اعتصمت من أجله مهما بدا غير ذلك، هي نفوس قد تطهرت من حب الدنيا والسلطة وقد أرادت أن تعيش بكرامة أو يحصلوا على إحدى الشهادتين وقد حدث (شهادة بالنفس او شهادة بالثبات في ساحات الشهادة)فاللهم تقبل شهداء رابعة وتضحيات رابعة وأجعلها خالصة لوجهك الكريم.