دروس من غزة للأمة
دروس غزة للأمة من المحاصر نحن أم القطاع؟
آلاف الأطنان من القنابل سقطت على قطاع غزة، وأعلنت وزارة الصحة بغزة، الأحد.. ارتفاع عدد ضحايا الحرب الصهيونية على القطاع إلى 26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 .. ذلك وفقا لتقرير للمرصد الأورومتوسطي.
عجيب أمر غزة، كأنهم خلقوا من صمود، ليس هناك من شعب أشد من شعب غزة جلدا.. كذلك أجيالها تنشأ على أزيز الطائرات وصوت الدمار ورائحة الموت .. أيضا هذا الشعب الذي يتجاوز تعداد سكانه مليوني نسمة بقليل، يواجه وحده أعتى قوة عسكرية في المنطقة.. كما يتم دعمها بقوة من قبل أمريكا والغرب، رغم أنه محاصر بين العدو والصديق يواجه الجوع وأزمات طاحنة في الحياة المعيشية.. ومع ذلك تراهم يسخرون من الموت، وأصبح انتظار سقوط الضحايا طقسا ثابتا في حياة أهل غزة..
لكن شعب غزة لا يضرب مثلا فريدا في الصمود فحسب، بل هو صمام الأمان لبقاء فلسطين.. أيضا بل لا نبالغ إن قلنا إنه صمام الأمان بالنسبة للأمة بأسرها، وينوب عنها في صراع طويل الأمد مع العدو الصهيوني.
كذلك غزة هي العقبة الكؤود أمام ابتلاع الكيان الصهيوني دروس من غزة للأمةلسائر فلسطين.. فهي الصداع المزمن الذي لا ينفك عن رأسه.. كما أنه لم يستطع إخضاعها لا بالحل العسكري ولا بالحصار، وانخرط شعبها مبكرا في الانتفاضة الأولى، وفيها نشأت حركات المقاومة الإسلامية.. كذلك التي مثلت رعبا للكيان ، تفاجئه كل حين بتطورات هائلة في قدراتها التسليحية وتخطيطاتها العسكرية،
دروس من غزة للأمة
كما تثير صواريخها الرعب في الاحتلال، وبعد تخلي منظمة التحرير الفلسطينية عن خيار المقاومة بعد اتفاقية أوسلو.. التزمته حركات المقاومة في غزة كخيار استراتيجي لها.. كذلك ورغم حصارها إلا أنها تمتلك قدرة عسكرية فعالة ترد بها على تنفيذ مخططات السيطرة على الأقصى من قبل العدو الصهيوني.. أيضا تنوب غزة عن الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه القوة الإسرائيلية الغاشمة.. فلا يستطيع الاحتلال تصفية القضية الفلسطينية إلا من خلال السيطرة على قطاع غزة.
ونحن نشهد في هذه الآونة ـ بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى التي مرغت أنف الصهاينة في التراب وكشفت سوءاتهم العسكرية والاستخباراتية .. اتجاها صهيونيا لإجبار سكان غزة على الهجرة والدفع بهم إلى إخلائها باتباع سياسة الأرض المحروقة.. ذلك ليتسنى للعدو الصهيوني تصفية القضية، بوطن بديل لأهل غزة خارج فلسطين.. لكن شعب غزة ذو وعي، ويفطن لهذا المخطط، ويؤثر السكنى بين الأطلال وتحت القصف، على الهجرة وترك الوطن.. أيضا لعلمه أن ذلك ما يصبو إليه الاحتلال الصهيوني ..
أيضا غزة وحدها بسلاحها المقاوم، هي التي تكشف للأمة العربية والإسلامية أكذوبة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر.. فعندما يقف هذا القطاع في مواجهة هذا الكيان الوحشي بندية.. يعبئ الأمة بحقيقة أن هذا الكيان هش. وأتخيل كيف تكون انطباعات الشعوب الإسلامية والعربية عن قدرات الصهاينة.. ذلك لو لم تختبر في الصراع مع غزة، الجهة الوحيدة التي تنازل هذا الكيان،
علما بقدرة الآلة الإعلامية لدى العدو الصهيوني، التي برعت في بث الشائعات واستخدام أساليب الحرب النفسية والتضخيم من قدراتها وقوتها، فغزة هي النموذج الملهم لشعوب الأمة، ونستطيع القول إن هذه المدينة الباسلة تجيش مشاعر الجماهير وتحيي في نفوسهم مركزية القضية الفلسطينية مع كل محنة تمر بها وهي صامدة.