حقــوق المــرأة في الإســلام
ساد في العصر الجاهلي قبل الإسلام من الظلم والهمجية ما وصل بالعرب إلى التحريم على المرأة حقها في الحياة، فقتلوها بطريقة بشعة تدل على غياب الرحمة والإنسانية، وعلى مهانة المرأة وقدرها عندهم، وذلك بوأدِها وهي لا تزال طفلة، فكانت تُدفن حيّةً تحت التراب حتى الموت، وقد شنّع الإسلام هذه الجريمة حيث قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل البنات من أعظم الذنوب، وحرَّم ذلك، “فعن عبد الله بن مسعود قال: قلت يا رسول الله أيُّ الذنوب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندّاً وقد خلقك، قلت: ثم أيّ؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك”.
للأم في الشريعة الإسلامية مكانة عليا لا تضاهيها أي مكانة، فقد أمر الله تعالى بالإحسان إليها، وجعل ذلك مقرونا بأمر عظيم وهو التوحيد، قال تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ لذلك فقدْرُها مصان، وكريمةٌ غاية التكريم، فهي إنسانة تُضحي وتربي، وتسهر على عيالها، وتحرم نفسها الخير كله وتهبُه لأبنائها، وعرفانا بكريم عطائها، فقد كرمتها السيرة النبوية كثيرا، والأحاديث في ذلك كثيرة، م”
حقــوق المــرأة في الإســلام
قرر الإسلام أنّ تربية المرأة وتعليمها من الأعمال العظيمة، ورتّب الشرع على ذلك جزاء وفيراً، فقد رغبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حسن تربية المرأة بنتا والسهر على تأديبها؛ ففي الحديث: “من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين (وضم أصابعه)” ولمّا كانت المرأة مخاطبة بالتكاليف الشرعية شأنها شأن الرجال، فهي مسئولة عن صلاتها وصيامها وقراءة القرآن وغيره من أمور دينها، فلمّا كان الأمر كذلك فإنّ قيامها بشرائع دينها يلزمه العلم المنافي للجهل، ومن هنا فقد حرص رسول الله على تعليم الفتاة، ودعا إلى نشر العلم بين النساء، وهذا من حقوقهن التي نص عليها الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدّى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عند أمَةٌ، فأدبها فأحسن تأديبها، وعلَّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران”.
حقــوق المــرأة في الإســلام
د. رانية نصر – باحثة في الفقه وأصوله
كذلك فالدين الإسلامي أنصف المرأة على مر التاريخ