حزب الله واستعادة الردع
هل يستطيع حزب الله استعادة الردع بتصاعد العمليات بعد قصفه صيدا وحيفا؟
يقَسم تطور هذه المعادلات إلى 3 مراحل، بدءا من الاشتباكات المحدودة في جنوب لبنان، مرورًا باستهداف شمال الكيان بالكامل، وصولا إلى المرحلة الحالية التي تشهد استهدافا مُركّزا لمدينة حيفا.
تفق محللان عسكريان على أن هناك تصاعدا ملحوظا في عمليات إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله باتجاه الاحتلال، وخاصة مدينة حيفا، وأشارا إلى أن هذا التصعيد يؤكد استعادة الحزب لقدراته الصاروخية والقتالية.
وتوقع الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم الفلاحي أن تشهد الأيام المقبلة زيادة كبيرة في استهداف العديد من الأهداف الإستراتيجية داخل الكيان.
وأضاف -خلال فقرة التحليل العسكري- أن استهداف مدينة حيفا وما تحتويه من منشآت اقتصادية وعسكرية يمثل ضربة لعصب مهم بالنسبة للاحتلال، مما قد يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد ويفاقم الانقسام السياسي الداخلي بين المعارضة والحكومة.
ومن جانبه، أيد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني رأي الفلاحي وقال “إن استهداف مدينة حيفا بهذا الشكل الفعال والمؤثر يدخل في إطار تطوير معادلات الردع من جانب حزب الله”.
كما أشار المحللان إلى أن هذا التصعيد سيكون له تأثير على سير العمليات العسكرية الصهيونية.. غير مستبعدين أن يساهم في كبح جماح الجيش الصهيوني.. كذلك في اعتداءاته على الضاحية الجنوبية لبيروت.
حزب الله واستعادة الردع
ومع ذلك، نبه العقيد الفلاحي إلى وجود اختلال كبير في موازين القوى بين الطرفين.. كذلك مشيرًا إلى أن الإمكانيات التقنية والإلكترونية والعسكرية التي تمتلكها دولة الاحتلال .. أيضا تفوق بكثير ما يمتلكه حزب الله أو أي دولة في المنطقة.
وأضاف أنه رغم نجاح صواريخ حزب الله في الوصول إلى أهدافها.. فإن تأثيرها الإستراتيجي يظل محدودًا ما لم تصب أهدافًا حيوية بدقة.
كذلك وفي المقابل.. أكد العميد جوني أنه في إطار الحرب غير التقليدية.. أيضا فإنه ليس مطلوبًا من حزب الله أن يكون تأثير أسلحته وصواريخه بمستوى تأثير الطائرات الصهيونية.
كما أوضح أن مجرد استهداف مدينة بحجم حيفا وأهميتها .. وتعطيل الحياة فيها.. يمكن أن يشكل ضغطا على المجتمع الصهيوني والحكومة.
أيضا وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة.. أشار المحللان إلى الأنباء التي تحدثت عن مقتل شخصين في كريات شمونة.. كذلك مؤكدين أن مثل هذه الإصابات، حتى لو كانت محدودة.. فإن لها تأثيرا معنويًا كبيرا على الجانب الصهيوني.