حرب كارثية علي المنطقة والعالم
الحرب بين إيران والاحتلال.. تأثير كارثي علي المنطقة والعالم
قال الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي إن الحرب بين إيران والاحتلال باتت تشكّل منعطفا خطيرا بالمنطقة، وسط مؤشرات على اتساع رقعتها وتهديدها المباشر لحياة الناس واستقرار دول الإقليم، مؤكدا أن تطورها قد يعني دخول أطراف دولية كبرى واندلاع مواجهة إقليمية شاملة.
وأوضح مكي، في حديثه خلال تغطية خاصة على شاشة الجزيرة، أن الرد الإيراني غير المسبوق، والذي استهدف العمق الصهيوني بعشرات الصواريخ، أظهر تحول المواجهة من مجرد عمليات محدودة إلى ما يبدو أنه بداية لحرب فعلية، منبها إلى أن الانعكاسات الفورية لهذا الصراع بدأت تظهر في غلق أجواء 5 دول وتعطيل النشاط الاقتصادي.
وكانت إيران قد أعلنت تنفيذ هجوم واسع ضد أهداف صهيونية ، مؤكدة أنها أطلقت مئات الصواريخ، بعضها من غواصات للمرة الأولى، واستهدفت بعض المقار العسكرية والمراكز القيادية، بينها وزارة الدفاع في تل أبيب، فيما تحدثت القناة الـ13 عن دمار غير مسبوق في المدينة.
وأضاف مكي أن اتساع رقعة القصف قد يشمل مدنا وعواصم في المنطقة، وأن احتمالية دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة قائمة، رغم محاولاتها التحفظ على المشاركة المباشرة. وفي حال تحقق ذلك، فإن قواعدها ومصالحها في المنطقة ستكون عرضة للاستهداف، سواء من إيران نفسها أو من حلفائها الإقليميين.
حرب كارثية علي المنطقة والعالم
وأشار مكي إلى أن الخليج العربي يشكّل شريانا نفطيا حيويا للعالم، وأن غلق مضيق هرمز -وهو أمر متوقع إذا استمر التصعيد- قد يحرم الأسواق العالمية من نحو 60% من الإمدادات، فضلا عن احتمالية تعرض منشآت نفطية ومرافق للطاقة إلى ضربات مباشرة، مما يهدد بانفجار أزمة اقتصادية عالمية.
ولم يغفل مكي الآثار الإستراتيجية بعيدة المدى للحرب، محذرا من أن الهدف الصهيوني لم يعد يقتصر على تحجيم القدرات الإيرانية، بل يمتد إلى محاولة إسقاط النظام في طهران، واعتبر أن هذا التوجه خطير، لأنه سيفتح الباب أمام سيناريوهات صراع داخلي وانهيارات محتملة، في حال تمكّن الاحتلال من تحقيق هذا الهدف بدعم غربي.
وفي إشارته إلى آفاق هذه الحرب.. قال مكي إن قدرات الطرفين على الصمود والتصعيد.. حيث تجعل من الصعب التنبؤ بنهاية قريبة للصراع.. مرجحا أن تستمر العمليات .. ذلك ما لم يمارس ضغط دولي وإقليمي حاسم على الطرفين.. كما وأكد أن إيران تسعى لتحقيق ردع واضح ومؤثر.. إذ إن مجرد إطلاق الصواريخ .. لا يكفي في حسابات صورتها.. أيضا أمام شعبها والعالم.
أيضا ورأى أن المعركة .. بين إيران والاحتلال لا تفهم فقط .. من منطلق الرد والردع .. بل هي صراع على مستقبل الدور الإقليمي، .. إذ يسعى الاحتلال لتكريس وجوده.. أيضا كقوة مهيمنة لا تردع.. وإذا نجحت في تحقيق نصر مباشر.. على إيران -بدعم غربي- .. كذلك فستصبح لها اليد الطولى في المنطقة.. وهو أمر خطير برأيه.