جـــهاد الشـــعوب
الحرب على غزة ..جعلت عددٌ من المشايخ.. يفتحون النقاش… حول مفهوم الجهاد وتطبيقاته.. في سياق الحرب الدائرة، ..وتحديدًا “جهاد الدفع”. ..ويمكن أن نميّز – في هذا النقاش – بين ثلاثة مواقف رئيسة:
- الموقف الأول؛ عبّر عنه.. بيان أعلنه تجمع أطلق على نفسه “..مؤتمر علماء الأمة”..، وقد قرّر البيان أن جهاد دفع العدوان في فلسطين متعيّن “على كل من كان قادرًا من المسلمين إلى حين إنهاء هذا العدوان إلى غير رجعة”.
جـــهاد الشـــعوب
كذلك وهذا الواجب يبدأ بـ “من هم بالداخل الفلسطيني”..، فإن عجزوا عن رده وصده ..”فإنه يتعين الجهاد – بحسب المستطاع – على دول الطوق ..التي تلي فلسطين”. و “من تولى عن القتال في داخل فلسطين.. وعن الجهاد في دول الطوق وتركه.. فارًّا من واجبه المتعلق به..، فهو في حكم الفارّ.. من الزحف عند تعينه شرعًا”..، و”يتحمل وزره بقدر ما يقع من أضرار وأخطار؛.. بسبب توليه وتخليه وفراره”.
الموقف الثاني؛ عبّر عنه الشيخ السعودي سليمان الرحيلي..، فقد انشغل – على وجه الخصوص.. – بمسألة وجوب الجهاد على مَن هم خارج الدولة المعتدى عليها.. في حال عدم كفاية أهلها للدفاع عنها،.. ومن ثم قرر أمرين:
كذلك الأول: أن ما قرره الفقهاء.. من أن الجهاد هو فرض على من يلي المعتدى عليهم من إخوانهم؛.. مقيَّدٌ بما إذا “كانت الأمة الإسلامية دولة واحدة..، تحت راية واحدة، تحت ولي أمر واحد”.
فكذلك الثاني: أن “الذي يخرج من بلده إلى بلد آخر” ..للقتال مع إخوانه يكون –.. في هذه الحالة – “..طالبًا للعدوّ وليس دافعًا” له، ومن ثم يطلق العلماء .. على هذا “جهاد الطلب”،.. وتسري عليه أحكامه؛ من كونه فرض كفاية …ولا يكون إلا بإذن ولي الأمر وإذن الوالدين إلى غير ذلك.
جـــهاد الشـــعوب
كذلك وقد أوضح الرحيلي أن الواجب على المسلمين “ألا يهيجوا الناس بالعواطف العواصف” من خلال “النداءات التي تُوجّه إلى شباب المسلمين ليتركوا بلدانهم ولا يقفوا عند مواقف حكامهم”، وأن النصر الواجب لإخوتنا في فلسطين يتقيد بما هو مشروع لنا، وهو الدعاء العام والدعاء الخاص.
الموقف الثالث؛ عبّر عنه الشيخ السعودي محمد بن عمر بازمول، فقد قرر أن جهاد الدفع له ثلاث أحوال:
الأولى: المواجهة مع الكافر؛ فإما أن يدفعه وإما أن يقتله؛ فهذه صورة دفع الصائل. وهنا لا يُشترط في الدفع شرط ويتعين قتال الصائل.
كذلك الثانية: أن يَدْهم العدو بلاد المسلمين ..ولكن لا نكون في مواجهة معه، ..”ويمكننا الرجوع إلى ولاة الأمر والتحرك ..بحسب توجيهاتهم”، وهنا لا بدّ من إذن الإمام.
الثالثة: “إذا تمكن العدو من البلد وأصبح مستقرًّا فيها، فههنا صورتان: الأولى: ألا ندخل معه في صلح: فإن كنا في حالة ضعف فعلينا الصبر، وإن لم نكن في ضعف يُراعى ما يحقق المصالح ويدرء المفاسد.