تهنئة الإخوان بمناسبة رمضان
تهنئة الإخوان المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
هنيئًا لنا رمضان .. شهر الصبر والنصر
هنيئا لهذه اﻷمة قدوم شهر الصوم، شهر الجهاد والبذل، شهر الطاعة والصبر، شهر تفضل الله فيه على عباده فأنزل لهم خير كتاب، وأكرمهم فيه بليلة هي خير من ألف شهر، ومنَّ عليهم فيه بفتح أبواب الجنان وإغلاق أبواب النيران، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا جاء رمضانُ فتحتْ أبوابُ الجنة وغلقتْ أبوابُ النار وصفِّدت الشياطين) رواه مسلم.
إنه رمضانُ الانتصارات وزاد المجاهدين، أمدّ الله فيه عباده الصالحين المصلحين بخيراتٍ عظام، ومِنَنٍ كرام، ففيه ينتصر المؤمنون على أنفسهم، فهي ميدانهم الأول؛ فإن انتصروا عليها كانوا على غيرها أقدر، وإن عجزوا كانوا عما سواها أعجز .
وقد انتصر صحابةُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في مدرسة رمضان على أنفسهم وسار مَن بعدهم على دربهم رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات فنصرهم الله على عدوهم، فغيَّروا وجه التاريخ وصنعوا للأمة أمجادًا عظيمة، فتعددت وتوالت انتصارات الشهر المبارك، وكان أولها غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة، وكان فتح مكة، وغزوة تبوك، ومعارك القادسية والبويب، وفتح رودس، وفتح الأندلس، ومعركة بلاط الشهداء، وفتح عمورية، وعين جالوت، ومعركة حطين، وصولًا إلى معركة العاشر من رمضان عام 1393 هجرية (السادس من أكتوبر 1973م)، حيث كسِرتْ أسطورةُ الجيش الذي لا يقهر، وحيث تكرر كسر تلك اﻷسطورة المزعومة أمام إرادة التحرر وقوة المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الفائت، وقد عد المؤرخون من انتصارات المسلمين في رمضان أكثر من 185 انتصارًا.
تهنئة الإخوان بمناسبة رمضان
وهذه انتصارات تتحقق- كما قال الإمام البنا -رحمه الله-؛ لأنه شهر الإرادة القوية، التي تورث الحرية الصحيحة، ولأنه شهر الروحانية الكاملة التي تورِث السخاءَ والجود بأعراض المادة، وكما قال المرشد الثاني المستشار حسن الهضيبي -رحمه الله- في مَعرِض حديثه عن أغراض الصوم أن الغرض منه ترفع النفس الإنسانية عن شهوتها وتهيئتها لعظائم الأمور وتعويدها الصبر والاحتمال، وإثبات لعظمتها وقدرتها على التغلب على الحاجات والأهواء.
فهلَّا جعلنا هذا المعنى نَصْبَ أعيننا.. فندخل مدرسة رمضان لنحيي في نفوسنا .. كل معاني العبادة الخالصة.. أيضا والاستعلاء بالإيمان، .. أيضا وتحرير النفس من قيودها الأرضية.. ذلك لتجيب نداء ربها وتظفر بعز الدنيا ونعيم الآخرة؟
كذلك ما أحوجنا جميعا .. إلى أن نراجع تاريخنا المجيد .. فى شهر رمضان .. أيضا وندرس سيرة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- والتابعين من بعده.. كذلك فى هذا الشهر العظيم.. الذي شهد أمجادًا وانتصارات .. كما نسال الله تعالى أن نعيد كتابتها من جديد.