تصاعد الانتهاكات بحق المعتقلات
تصاعد الانتهاكات بحق النساء المعتقلات.. حرمان من العلاج والزيارات فضلا عن الأحكام الجائرة
سجن متنقل، غرف صغيرة مكتظة، وفَقدٌ لحرمة الجسد، وأسوار عالية تبتلع فتيات وسيدات، تضيع أعمارهم هناك، فقط لكون البعض منهن مدافعات عن حقوق الإنسان أو صحفيات أو من أصحاب الخصومة السياسية مع السلطات المصرية.
على مدار السبع أعوام الأخيرة، شهدت سجون مصر، وبالأخص سجنيّ دمنهور، والقناطر للنساء سيء السمعة التابع لمحافظة القليوبية، طفرة في أعداد السجينات، شهدت أيضًا هذه السنوات تفاقمًا في مستوى التنكيل والتعنت في التعامل مع السجينات، بداية من التفتيش العاري، وحتى الاعتداء بالضرب والسب والتجريد من كافة المتعلقات الشخصية بشكل دوري.
ارتأيت كسجينة سياسية سابقة، أن هذه الفترة بحاجة ماسة للتوثيق والتحليل من أجل فهم أسباب تفاقم مستوى التنكيل، والزج بالسيدات من الصحفيات أو المدافعات، وبالأخص من أبناء أو أخوات أو زوجات، من ليسوا على وفاق سياسي مع السلطة وأجهزة الأمن.
نحاول من خلال هذا التحليل الأولي توثيق تجارب عدد من السجينات السياسيات السابقات، اللاتي تعرضن للإيذاء البدني والنفسي الشديد بسبب عملهن في المجال الحقوقي، من خلال شهادات أفادت بها بعض المعتقلات السابقات، وحرصنا على أن يكون هذا التحليل مدخلًا للتقارير المقبلة.
تصاعد الانتهاكات بحق المعتقلات
نسرد خلاله ملابسات الاعتقال لكل واحدة منهن، مرورًا بظروف الاحتجاز داخل المقرات المختلفة التي مررن بها، نهاية بإيداعهن في زنزانة الإيراد، على أن يُستكمل توثيق ظروف الاعتقال والحياة اليومية داخل سجون النساء في مصر، وطرق سعيهن للنجاة.
احترمنا في هذا التحليل رغبة البعض منهن في عدم الإفصاح عن هويتهن، نظرًا لاعتبارات أمنية، وأشرنا لهن بأسماء مستعارة، فالبعض منهن مهدد إما بمعاودة الاعتقال، أو بإحالة القضايا -التي على ذمتها أحد أفراد أسرهن الذين لا يزالوا رهن الحبس الاحتياطي- إلى المحاكمة.
كما تصف المحامية المصرية والحقوقية.. ماهينور المصري.. أيضا واقعة القبض عليها .. بقولها: «ألقي القبض عليَّ آخر مرة في سبتمبر 2019.. ذلك أمام مقر نيابة أمن الدولة العليا.. بحي التجمع الخامس.. كذلك بواسطة عدد من ضباط الأمن.. حيث كانوا يرتدون زيًا مدنيًا .. كما اختطفوني بلمح البصر.. وألقوا بي داخل سيارة ميكروباص.. وانطلقوا مسرعين إلى أحد مقرات الاحتجاز غير القانونية.. لذلك والحقيقة.. أنني أعتبر ملابسات القبض علي.. أقل عنفًا بكثير عمن ألقي القبض عليهم غيري».