تركيا والذكري التاسعة لمحاولة الانقلاب
21 ساعة غيرت مصير تركيا.. الذكري التاسعة لمحاولة الانقلاب الفاشلة
من نداء أردوغان إلى قصف البرلمان.. تسلسل زمني يوثق أبرز محطات المحاولة الانقلابية الفاشلة وخلفياتها ووفاة مدبرها فتح الله غولن في الولايات المتحدة
منتصف يوليو/ تموز 2016، شهدت تركيا واحدة من أخطر الليالي في تاريخها السياسي الحديث، حين أقدم تنظيم “فتح الله غولن” الإرهابي على تنفيذ محاولة انقلاب فاشلة ضد الحكومة المنتخبة.
وبعد مرور تسعة أعوام على تلك الليلة، لا تزال تفاصيل التخطيط والتنفيذ والدوافع الكامنة خلف المحاولة التي جرى إحباطها في 21 ساعة حاسمة، حاضرة بقوة في الذاكرة التركية.
منذ تأسيسه، سعى تنظيم “غولن” الذي قدّم نفسه ظاهريًا حركة دينية، إلى التغلغل داخل مؤسسات الدولة التركية، بما في ذلك الجيش والقضاء والأجهزة الأمنية، في مسعى للسيطرة على الدولة من الداخل.
ولجأ التنظيم خلال السنوات السابقة إلى تنفيذ مؤامرات عدّة ضد الدولة، من أبرزها استدعاء رئيس جهاز الاستخبارات التركي آنذاك، هاكان فيدان، ومسؤولين بارزين آخرين للإدلاء بشهاداتهم في 7 فبراير/شباط 2012، ضمن محاولة انقلاب ناعمة عبر القضاء، بهدف كسر نفوذ الجهاز وإضعاف الحكومة.
كما قام بتحريك القضاء وافتعال قضايا فساد يومي 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013، مستخدمًا نفوذه داخل الشرطة والقضاء لاتهام وزراء ومسؤولين حكوميين، في محاولة لإسقاط الحكومة.
ومن بين تحركاته كذلك إيقاف شاحنات تابعة لجهاز الاستخبارات التركي، في مسعى لتوجيه اتهامات إلى الدولة بدعم جماعات مسلحة في سوريا وتقويض شرعيتها أمام الرأي العام المحلي والدولي.
ورغم فشل هذه المحاولات، واصل تنظيم “غولن” اختراق مؤسسات الدولة والتخطيط للسيطرة على السلطة بالقوة.
تركيا والذكري التاسعة لمحاولة الانقلاب
وبعد فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 بنسبة تقارب 49 بالمئة، حصل التنظيم على معلومات تفيد بأن الحكومة تعتزم اتخاذ قرارات عسكرية حاسمة خلال اجتماعات مجلس الشورى العسكري الأعلى، لإقصاء الضباط الموالين له من الجيش.
وقبل تنفيذ هذه القرارات، أصدرت نيابة إزمير مذكرات توقيف بحق عدد من العسكريين المرتبطين بـ”غولن”، بينهم جنرالات، الأمر الذي دفع التنظيم إلى التعجيل بخطته والتحرك بسرعة ضد الحكومة الشرعية.
وفي 19 مارس/ آذار 2016، ظهر زعيم التنظيم فتح الله غولن، في تسجيل مصوّر مرتديًا جبة باللون الخاكي (لون الزي العسكري)، ووجه من خلاله رسالة ضمنية لعناصره داخل الجيش التركي، حثّهم فيها على التحرك لتنفيذ انقلاب.
واستجابة لتلك الرسالة، بدأ عناصر بالتنظيم، من مدنيين وعسكريين، التخطيط للعملية الانقلابية. فمنذ ديسمبر 2015، توجه عدد من مسؤولي التنظيم إلى الولايات المتحدة للقاء غولن ومناقشة التفاصيل النهائية.
وفي الداخل، عقد منتسبو التنظيم سلسلة اجتماعات، كان أبرزها اجتماع استمر أربعة أيام (6 ـ 9 يوليو 2016) داخل فيلا فاخرة في العاصمة أنقرة، بقيادة عادل أوكسوز، أحد أخطر قادة التنظيم والمشرف على العناصر العسكرية التابعة له.
وشارك في الاجتماع .. أيضا عدد من “الأئمة المدنيين” للتنظيم.. الذين عرفوا لاحقًا بأنهم العقل المدبر للعملية الانقلابية.. ومن بينهم هاكان جيجك، ونور الدين أوروج.. أيضا وهارون بنيش، وكمال بطمز.
كما حضر الاجتماع عدد من الضباط الكبار .. أيضا المتورطين في المحاولة الانقلابية.. من أبرزهم اللواءان المتقاعدان محمد بارتيغوش.. كذلك وكوكهان شاهين سونماز آتش.. والأميرال عمر فاروق هارمانجق.. أيضا والعقيدان مراد قرج يكيت وبلال آقيوز، وغيرهم.
كذلك وبعد انتهاء الاجتماع.. غادر كل من عادل أوكسوز وكمال بطمز إلى الولايات المتحدة.. في 11 يوليو.. ايضا لعرض خطة الانقلاب على فتح الله غولن .. كذلك والحصول على موافقته النهائية.
أيضا وبعد تلقي الموافقة.. حيث عادا إلى تركيا في 13 يوليو.. وبدأت الاستعدادات الميدانية لتنفيذ الانقلاب.. الذي كان من المقرر أن يبدأ عند الساعة 03:00 من فجر 16 يوليو.
المصدر: وكالة الأناضول