تداعيات اغتيال هنية وشكر
اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر.. ما أبعاد وتداعيات الحادث على المنطقة
في تصعيد رُبّما هو الأخطر منذ بداية الحرب الصهيونية على قطاع غزة، أعلنت إيران، اغتيالَ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة استهدفت مقرّ إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران،
ذلك بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. جاءت عملية اغتيال إسماعيل هنية، بعد ساعات قليلة من اغتيال القيادي العسكري الأبرز في حزب الله ومسؤول الشؤون الإستراتيجية فيه، فؤاد شكر، بغارة صهيونية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
لم تعلن دولة الاحتلال مسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية، وطلبَ مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو من الوزراء عدم التعليق على العملية، لكن فور الإعلان عن عملية الاغتيال وجِّهت أصابع الاتّهام مباشرةً إلى تل أبيب،
أيضا التي تعهَّدت في مرّات عديدة بقتل هنية وغيره من قادة حماس؛ بسبب الهجوم الذي شنّته في أكتوبر الماضي على الاحتلال، وهو ما أدَّى لمقتل مئات الجنود الصهاينة وأسْر نحو 250 صهيونيا.
تداعيات اغتيال هنية وشكر
يعتبَر إسماعيل هنية من أبرز قادة حركة حماس وأكثرهم تأثيرًا على قرارات الحركة، كما يتمتَّع بعلاقات قوية مع قادة النظام الإيراني؛
لذا تريد الاحتلال من اغتياله التخلص من القادة المؤثِّرين في الحركة، والتأثير على قدرات حماس وإرغامها على القبول بالشروط الصهيونية المتعلِّقة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من مرور أكثر من تسعة أشهر على الحرب الصهيونية على غزة.. أيضا تتّهِم أوساطٌ إسرائيلية حكومةَ نتنياهو بالفشل في تحقيق أهدافها.. ذلك خاصَّةً فيما يتعلَّق بوعودها بتصفية قادة حماس؛
لذا أرادت حكومة نتنياهو من اغتيال هنية تحقيق مكسب سياسي في الداخل الصهيوني.. كذلك يخفِّف من الضغوط التي تتعرَّض لها، وترميم صورة الجيش الصهيوني .. التي اهتزَّت كثيرًا بعد عملية طوفان الأقصى.
عملية اغتيال إسماعيل هنية جاءت بعد ساعات قليلة من أداء الرئيس الإيراني اليمينَ الدستورية.. وهو ما يمكن اعتبارها بمثابة رسالة تحذيرية للرئيس الإيراني الجديد.. الذي أبلغَ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتّصالٍ هاتفي.. أيضا بأنَّ أيّ هجوم محتمَل على لبنان سيكون له عواقب وخيمة،
كما تعهَّد في رسالة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، التزامَ إيران بدعم حزب الله اللبناني ومحور المقاومة.. كذلك لكون نهْج الدفاع عن المقاومة متجذِّر في السياسات المبدئية للنظام الإيراني.. كما يمثِّل الدعم الإيراني لما يسمَّى بمحور المقاومة تحدِّيًا كبيرًا بالنسبة للاحتلال ،.. التي ترى في هذا المحور خطرًا على مستقبلها واستقرارها الأمني..
أيضا وعقبةً أمام انفتاحها على دول المنطقة. كما تمثِّل العملية رسالةً تحذيريةً أخرى لقادة النظام الإيراني.. كذلك مفادها أنَّ الاحتلال تمتلك من القدرات العسكرية المتطوِّرة.. أيضا التي تمكِّنها من استهداف أيّ شخصية إيرانية مستقبلًا ما لم تتوقَّف طهران عن دعْم محور المقاومة.