تاسوعاء يوم المخالفة
إنه يوم مبارك عظيم.. نصفع فيه كل الوجوه الكالحة التي تروج بكل صفاقة للتطبيع مع اليهود المحتلين لأرضنا المباركة، المدنسين لقدسنا وأقصانا. المفسدين في الأرض،
مشعلي الحروب ومثيري الفتن ومدمري الأخلاق ومفسدي الأذواق.
يوم نرسخ فيه مشاعر البغض في نفوسنا لمن حرَّفوا كتاب الله وقتلوا الأنبياء بعد أن أعنتوهم وكذبوهم وافتروا عليهم أشنع الفرى،
ومن قبل تطاولوا على ربِّ الأرض والسماء، ولم يسلم منهم سيد المرسلين وخاتم الأنبياء، تربصوا به قبل ميلاده ليقتلوه،
ولما رأوه وعرفوه أشدَّ من معرفتهم بأبنائهم كفروا به وكذبوه وتآمروا عليه وحزَّبوا الأحزاب ضدَّه، وغدروا وخانوا ودسّوا له السمّ،
وما يزالون يجرِّعون أمته وأتباعه سمّاً زعافاً بما يحيكونه من مؤامرات ودسائس وجرائم يشيب لهولها الولدان ويتقزم أمامها الشيطان.
كذلك ما أحوجنا إلى صيام تاسوعاء في هذه الحقبة الدقيقة من الزمان التي تطاول فيها اليهود واستعلوا وعَظُمَ فسادهم وإفسادهم..
أيضا ما أحوجنا إلى الانحياز إلى نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتمسك به كي لا نغرق في بحر الفتن المتلاطم
بعد أن ابتلع خلقاً كثيراً سقطوا ضحية المكر اليهودي الذي هيمن على دول كبرى وجيَّر قرارها السياسي لصالحه،
واستحوذ على زمام الاقتصاد العالمي خدمة للمشروع الصهيوني ودعماً له للوصول إلى السيطرة الكاملة على كافة الأمم والشعوب.
كذلك ما أحوجنا إلى استشعار الخطر الشديد على أبنائنا وبناتنا، على شبابنا ونسائنا بل وعلى شيوخنا وكل أجيالنا
أيضا وسط هذه البيئة الآسنة التي تضافرت فيها كل قوى الشر واتحدت لمسخ هوية المسلمين واستهداف دينهم والتلاعب في جيناته
ذلك كي تظهر طفرات مشوهة قبيحة ذميمة يستخدموها لهدم أساساته والقضاء على بنيانه.
تاسوعاء يوم المخالفة
وإذا علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ندبنا إلى صيام التاسع من شهر الله المحرم مخالفة لليهود كما في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
(حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يارسول الله، إنه يومٌ تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صُمنا اليوم التاسع.
فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم (1134).
كذلك فإن زمن هذا الحديث يدلّ على أنه أمر بمخالفة اليهود وقد كسر شوكتهم وقطع دابرهم تماماً في غزوة خيبر التي حصلت وقائعها في السنة السابعة للهجرة،
ذلك قبيل هذا الحديث بقرابة الثلاث سنوات.
فإذا كنا مطالبين بمخالفتهم وهم في قمة الخضوع والاستكانة لنا، فإن مخالفتهم وهم في أعلى مراتب ظلمهم وبغيهم واعتدائهم وتجاسرهم علينا هو من أولى الأولويات
أيضا لأمة انتزع منها رسول الله صلى الله عليه وسلم كل دواعي الوهن والضعف وبث فيها كل مقومات القوة والرجولة والعزة والأنفة..
ذلك أنها وجدت لتسود وتقود وتحافظ على الوسام الأغلى في القرآن الكريم بأنها خير أمة أخرجت للناس.
إنها تاسوعاء المخالفة لكل الطواغيت الذين يريدون لهذه الأمة أن تسلم زمامها لأعدائها وترضى بالدونية
ذلك بالتفريط بأرض الإسراء والمعراج وحقها الراسخ الذي لا يتزعزع بكل ذرة تراب مباركة من أرض فلسطين،
وحقها في مقاومة قطعان المحتلين بكل ما شرعه الله جهاداً في سبيله وابتغاء مرضاته،
وصولاً إلى ذلك اليوم من أيام الله (كعاشوراء الذي كان يوماً من أيام الله)
نتخلص فيه من اليهود المغتصبين لأرضنا ونطهر فيه قدسنا وأقصانا منهم ونرفع الأذان مهللين مكبرين في كل ربوع فلسطين.