تأثير الخلافات داخل الاحتلال
ما تأثير تصاعد الخلافات بين المؤسستين العسكرية والسياسية على صناعة القرار داخل الاحتلال
في معرض هجومه على الجيش الصهيوني قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إن “الكيان الصهيوني دولة لها جيش وليست جيشا له دولة”.. حيث جاء ذلك التصريح بعد نحو شهر من تصريحات وزير الدفاع يوآف غالانت .. كذلك التي أعلن فيها معارضة توجيهات نتنياهو بشأن قطاع غزة ما بعد الحرب.. قائلا إنه سيعارض أي حكم عسكري صهيوني للقطاع، لأنه سيكون دمويا ومكلفا وسيستمر أعواما.
كذلك ليأتي بعدها بأيام الناطق باسم الجيش الصهيوني دانيال هاغاري .. وينسف السردية الصهيونية عن العدوان على قطاع غزة .. ذلك في مقابلة مع القناة الـ13 الصهيونية (نتنياهو يعتبر أن القناة محسوبة على اليسار الصهيوني المعارض له) .. حين اعتبر أن “حماس هي حزب وفكرة مغروسة بين الناس ومن يظن أن بإمكاننا اجتثاثها مخطئ”.
أيضا ليرد عليه مكتب نتنياهو .. بأن “الكابينت الأمني السياسي برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو حدد أن أحد أهداف الحرب هو تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية”.. و”الجيش ملتزم بذلك”.
تأثير الخلافات داخل الاحتلال
كما أن تلك التصريحات المتناقضة والتي جاءت في وقت يشن فيه الاحتلال حربا هي الأطول في تاريخه.. كشفت تصاعد الصراع بين المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية والأمنية.
وعلى الرغم من مسارعة الجيش لتوضيح تصريحات هاغاري وتأكيده على الالتزام بأهداف الحرب التي حددها المجلس الوزاري المصغر، فإنها أعطت مؤشرات على أن الخلاف بين المؤسستين السياسية والأمنية بات أوسع، كما يرى المراقبون.
الخبير الإستراتيجي والعسكري حاتم كريم الفلاحي يرى أن “هاغاري لم يتكلم بصورة شخصية، بل بلسان الجيش وتوجهه في غزة… إذ يرفض الجيش الزج به في محرقة واستنزاف، خاصة أن التحديات كبيرة على الجبهة الشمالية وجبهة الضفة الغربية، ولا يمكن مواجهة كل هذه التحديات في وقت واحد”.
فيما رأت صحيفة هآرتس الصهيونية أن الجيش يملك الآن أسبابا واضحة لإلقاء اللوم على نتنياهو الذي لم يكن يفوّت فرصة خلال الشهور الماضية لإلقاء اللوم على كبار قادة الجيش والاستخبارات بخصوص ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حين شنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس معركة طوفان الأقصى.
ولطالما سعى قادة الجيش لإقناع نتنياهو ومجلس الحرب بتزويدهم بإطار إستراتيجي منذ بداية القتال، لكنه رفض طلبهم كل مرة، مما دفع هيئة الأركان العامة لتشكيل فريقها الخاص لمحاولة صياغة أفكار إستراتيجية خاصة بها.