لا شك أن الله عز و جل قد أعز الإسلام بهجرة الرسول صل الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة ، ومن التاريخ الإسلامي نستطيع أن نتوصل إلى أنها احد أسباب التحول الكبير في خط سير الدعوة ، بل تعتبر شرارة البدء في النشر الحقيقي للإسلام وزيادة قوته بعد فترة ضعف ومحاربة من أعداء الإسلام .
ولقد كانت للهجرة من مكة إلى المدينة أسباب كثيرة ، و سنحاول أن نتذكر معا في هذا المقال أهمها ، ونحاول ربطه بما يتعرض له المسلمون الآن في كل مكان في العالم .
فما هي الأسباب التي أدت إلى الهجرة ؟
للهجرة أسباب كثيرة ولكن أهمها هو :
- رفض أهل قريش للدين الإسلامي الذي جاء يسلبهم سلطتهم ويقوضها ويقضي على الطبقية .
- وكذلك التعرض للمسلمين والرسول بأنواع العذاب والمقاومة .
- وقوف التقدم في الدعوة بسبب انشغال المسلمين بمحاولة صد العذاب ومقاومته .
هذه أهم الأسباب التي جعلت من قرار الهجرة قرارا حتميا للوصول إلى مكان يستطيع المسلمين فيه ترتيب الأفكار، والانطلاق إلى البدء في مرحلة جديدة بالدعوة والتوسع في نشر الإسلام .
وكانت لهذه الهجرة أثارا كبيرة على الإسلام والدعوة والمسلمين سنوجزها في الأتي
نتائج الهجرة :
للهجرة نتائج عظيمة منها على سبيل المثال الآتي :
بناء نظام إسلامي وذلك بوضع دستور يوضح الحدود في العلاقات والحقوق والواجبات بين الأفراد في المدينة ، حيث تواجد فيها المهاجرين والأنصار، وكذلك وضح الحدود في العلاقات بين المجتمع الإسلامي في المدينة وبين المجتمع الخارجي .
إقرار نظام اقتصادي إسلامي وذلك بإنشاء السوق الإسلامي الذي أساسه هو العدل وعدم الظلم ومنع الاحتكار والغش .
إنشاء جيش مسلم لحماية المسلمين والدفاع عنهم ، وقد استطاع هذا الجيش في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه التصدي لأقوى الجيوش مثل الروم والفرس .
زيادة عدد المسلمين وكذلك التوسع الكبير للرقعة الإسلامية ، فازدادت قوة الإسلام فكانت الهجرة من أعظم أسباب سطوع الحق على الباطل .
وهيا بنا أيها القارئ الهمام من كل ما تم ذكره في هذا المقال أن نحاول التعمق في المعاني هنا لنعرف منها ما هي الرسالة الربانية لهذا الحدث الجلل في تاريخ الأمة الإسلامية ، وماذا أراد الله لنا أن نتعلمه منها ؟
فما هي الدروس المستفادة من الهجرة ؟
لاشك أن للهجرة اثر عظيم ورسالة ربانية تتمثل في الدروس المستفادة منها ، يجب أن يحتذي بها المسلم طوال حياته ، وبالأخص في المواقف التي تتشابه معها ، وهي على سبيل المثال :
- انه عندما ضيق على المسلمين في نشر الدعوة انتقلوا إلى مكان أخر، شروطه هو توفير السند والجهد للفكرة التي تم التضييق عليهم بسببها .
- دراسة المكان المنتقل إليه دراسة جيدة ، بدليل كتابة وثيقة المدينة التي جعلت الحقوق والواجبات بين الناس واضحة ، فقد كتبت بناءا على دراسة للمجتمع المدني .
- عدم الركون للراحة التي جاءت بعد العذاب ، والسرعة ببدء تنفيذ الأهداف التي تمت الهجرة من اجلها .
- عدم الاستسلام للعذاب وجحيم الأعداء تحت مسميات الشجاعة وعدم الهروب ومحاولة التغيير برفق .
- عدم الاستسلام لفكرة التحلل من أفكار الدين الذي سبب لهم المتاعب والتخلي عن آدابه وأخلاقياته بحجة التعب والمشقة والمعاناة وأخذ وقت للراحة .
- سرعة وضع الأهداف والرؤية جعل الغاية واضحة فلم يتخبط المسلمون ولم يعيشوا حالة من حالات التيه الغير واضحة المعالم
- والدرس الأهم وهو الدرس رمانة الميزان لكل ما سبق ، هو وجود القيادة الراشدة التي استطاعت التجميع ولم الشمل ووضع الأهداف والغاية والرؤية ، ، القيادة التي تتضح أمامها المهام ، ذات الروح الوثابة .
وفي النهاية هذه هي بعض الدروس التي استطعنا رؤيتها في الهجرة وليس هي كل ما يمكن أن يستشفه عقل من يفكر، فكل له نظرته وعقله ، ولذلك أيها القارئ يمكنك النظر في أحداث الهجرة كلها واستخراج ما يصلح منها لضبط حياتك وحياة أسرتك، فلو رجع الجميع لما تم توصيله إلينا من هذا الدين الحنيف وسيرة رسول الله صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومحاولة تطبيق ما تعلمه منها لأصبح حالنا أفضل كثيرا، ولاستطعنا قيادة الدنيا كلها بها .