المعركة بين إيران والاحتلال
هل تتحول المعركة إلي حرب استنزاف؟
يسعى الاحتلال إلى تحقيق “انتصار” تحاول إيران إحباطه، ويعتمد كلا الطرفين على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يمسك بمفتاح النجاح أو الفشل. وفي الأثناء، تحولت الجبهة الداخلية الصهيونية إلى ساحة حرب، وسط خسارة مستمرة في صفوف الجنود، وأسراها في غزة، بالإضافة لمدنيين.
ويخوض الاحتلال حربين متزامنتين، في غزة وإيران، رغم أن عقيدتها بنيت على الحروب القصيرة، فكلما طال أمد المعركة، تقلصت المكاسب وازدادت التكاليف، ففي غزة، لا حسم ولا خطة لليوم التالي. وفي طهران، التصعيد المتبادل يهدد بأن يصبح واقعا يوميا، يقود إلى معاناة طويلة.
وأهداف الاحتلال المعلنة، تدمير النووي الإيراني والصواريخ الباليستية، أما الهدف المستتر فهو إسقاط النظام الإيراني.
وبلا أهداف واضحة أو تصور للنهاية، يكرر الاحتلال خطأ غزة في إيران، حيث أطلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- الهجوم دون أن يحسم ملف غزة أو يعيد المحتجزين، ودون تحضير دولي كاف، لتكون النتيجة خطر الاستنزاف على جبهتين، ومعه غياب قيادة تقدم مخرجا حقيقيا.
وتحذر التحليلات الصهيونية من خطر انزلاق دولة الاحتلال إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، وسط إجماع على استحالة الحسم العسكري، وتشير إلى ضرورة استغلال “الإنجازات” المحددة التي حققها الاحتلال حتى الآن، قبل أن تجد نفسها أمام ضغوط أميركية قد تفرض شروطا تفقدها هذه المكاسب.
المعركة بين إيران والاحتلال
ويلمح محللون إلى أن نتنياهو، قد يفقد زمام القرار في هذه المعركة، وأن الكلمة الفصل بشأن مستقبل الحرب والملف النووي الإيراني قد تصبح بيد ترامب، الذي تتجه الأنظار نحوه باعتباره اللاعب الحاسم في هذا المشهد.
وتجمع مختلف التحليلات على أن واشنطن هي مفتاح التصعيد والتسوية، رغم حرصها على البقاء في الظل، وأن كل المسارات تمر عبرها، من الاستخبارات إلى الدبلوماسية، وسط توازن دقيق بين الحذر العلني والدور الفعلي.
بدون الدعم الأميركي.. حيث يرى المحللون.. أن الاحتلال يجد نفسه أمام تحديات كبرى.. تتمثل بمواصلة التصعيد وحدها.. وتحمّل التبعات العسكرية والسياسية.. أيضا ومحاولة موازنة الضربات الإيرانية على الجبهة الداخلية.. كذلك مع الهجمات الصهيونية في العمق الإيراني.
ويؤكدون أن النجاح العسكري .. أيضا لا يغني عن الحاجة.. كذلك لشجاعة سياسية ورؤية موحدة.. كما وأنه دون خطة سياسية واضحة.. لا نهاية حقيقية للمواجهة بين تل أبيب وطهران.. أيضا مذكرين بتجربة غزة.. فالقصف وحده لا يكفي.. كذلك إن لم يرافقه تصور لما بعده.. كما أن الاحتلال غالبا ما يتقن البدايات.. لكنه يتعثر فيما يليها.