المشهد الإقليمي وخطط ترامب
مع تسليم الدفعة السادسة من الأسري..أبعاد وتطورات المشهد الإقليمي في ظل خطط الرئيس الأمريكي ترامب
نطالع عدّة مقالات متصلة بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من تهجير سكان قطاع غزة خارج القطاع والرسوم الجمركية التي يفرضها تباعاً على دول بعضها حليف رئيسي للولايات المتحدة، بالإضافة إلى مستجدات الحرب الروسية-الأوكرانية.
ونبدأ هذه الجولة من مقال منشور في صحيفة هآرتس الصهيونية، يتناول فيه الكاتب جيسي ر. واينبرغ اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى خارج القطاع، مشيراً إلى أن هذه الفكرة ليست جديدة ولا مبتكرة، بل تعكس نمطاً متكرراً في التعامل مع القضية الفلسطينية.
ويرى أن التداعيات السياسية لهذا الطرح أوجدت جبهة عربية موحدة، ولكن ليس بالضرورة دعماً للفلسطينيين، وإنما رفضاً لتحمل مسؤولية استيعابهم، وفق وصف الكاتب.
ويشير واينبرغ إلى أن القومية العربية، رغم وضعها القضية الفلسطينية في صدارة خطابها السياسي، لطالما تعاملت مع الفلسطينيين كأداة سياسية دون التزام عملي حقيقي تجاههم، على حد تعبيره.
لكن يرى الكاتب أن الشرق الأوسط اليوم بعيد تماماً عن عصر القومية العربية، الذي بلغ ذروته مع جمال عبد الناصر، حيث كانت الدول العربية تسعى إلى توحيد مواقفها سياسياً. ومع انهيار القومية العربية السياسية بعد حرب 1967، أصبحت القضية الفلسطينية مجرد ورقة سياسية تستخدم لحشد الجماهير، دون وجود رغبة حقيقية في استيعاب الفلسطينيين أو حل قضيتهم جذرياً، وفق الكاتب.
المشهد الإقليمي وخطط ترامب
وتشير المقالة إلى أن خطة ترامب سرعان ما قوبلت برفض عربي واسع، حيث أصدرت كل من السعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن، والسلطة الفلسطينية بياناً مشتركاً يعارض بقوة هذا الطرح.. أيضا ويرى واينبرغ أن التوافق العربي هنا.. ليس تعبيراً عن دعم الفلسطينيين .. ذلك بقدر ما هو تأكيد لرفض الدول العربية.. أيضا تحمل مسؤولية إعادة توطينهم.
كذلك ورغم الرفض العربي القاطع.. يشير واينبرغ إلى أن اقتراح ترامب.. قد يؤدي إلى إعادة التفكير في عملية السلام.. ذلك عبر دفع الدول العربية إلى تحمل مسؤولية أكبر.. كذلك في إعادة إعمار غزة.. أيضا والتعامل مع مسألة استبدال حماس.. كسلطة حاكمة في القطاع.
ولكن الكاتب ينتقد رؤية ترامب للشرق الأوسط.. ذلك باعتباره مجرد صفقة عقارية كبرى.. معتبراً أن ذلك يعكس نقصاً في الفهم.. السياسي والواقع الجيوسياسي للمنطقة.. أيضا فالنتيجة الحقيقية لهذه الخطة.. لم تكن سوى توحيد الموقف العربي .. ضد أي فكرة لاستيعاب الفلسطينيين في الدول المجاورة.