هل هذا عيب في المرأة ؟؟!!
هناك من يعتقد أن الخوف في المرأة هو نقص فيها أو عيب ينتقص من قدرها ، ولكن على العكس تماما فهذه الصفة من صفات المرأة التي جبلت عليها ، والتي تميزها عن الرجل .
فالمرأة هي ذلك المخلوق الذب جعله الله بحكمته في احتياج دائم للرجل ، ذلك الذي خلقه الله بقدرته جل وعلا قادرًا على القيام بدور الحماية لها .لكي تكتمل الحياة بشقيها ، المرأة والرجل في علاقة من أسمي العلاقات ألا وهي [ الزواج ] .
ولهذا الخوف عند المرأة أنواع وأسباب سنوضحها فيما هو آت :ـ
تتنوع مخاوف المرأة فمنها ما هو حقيقي ومنها ما هو مرضي أو وهمي ولكننا هنا بصدد الكلام عن الخوف الحقيقي عند المرأة ، وهو أيضا ما يطلق عليه الخوف الطبيعي الذي فطرت عليه بحكم تكوينها . فقد خلق الله المرأة بفطرة مختلفة عن الرجل فيزداد تعبيرها عن الخوف وليس الشعور به . فالمرأة والرجل كلاهما يستشعر الخوف لأن الخوف شعور طبيعي عند البشر عموما .ومن ينكر هذا فعليه أن يرجع لقول الله عز وجل { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } ومن هذا نجد أن القرآن الكريم يوجه الخطاب للناس عامة وليس للمرأة فقط.
وعلى هذا فشعور الخوف هو شعور طبيعي للجميع. ولكن المرأة بحكم تكوينها الذي خلقت به من عدم استقرار فسيولوجي وما يصاحبه من اضطرابات نفسية ، بسبب ما تمر به من تغيرات مستمرة كالدورة الشهرية , والحمل والولادة والإرضاع وكذلك فترات انقطاع الطمث وما يصاحب ذلك من تغيرات هرمونية وبالتالي تغيرات نفسية ومزاجية مترتبة على ذلك وعلى تغيير شكل الجسم أيضا الذي يؤثر بدوره على الحالة النفسية اشد تأثير .
وكذلك أيضا بحكم تكوينها وخلقة الله لها من الناحية العاطفية لكي تكون السكن والجانب الحنون في العلاقات الأسرية عموما والزوجية بصفة خاصة قد تعر بشكل اكبر من الرجل عن هذا الخوف .
وبناءا على هذا فالمرأة تخاف من أشياء كثيرة وهذا من خلال كل ما سبق نجده غير بعيد عنها بل بالعكس هو من أسباب جمالها . فجمال الشيء من اكتمال خصائصه.
مما تخاف المرأة ؟؟
تخاف المرأة من أشياء كثيرة فمثلا منذ نعومة أظافرها وبداية نشأتها تجدها تخاف من ألا تكون محبوبة فتجدها تهدهد دميتها وتعطيها شعور الأمان باحتضانها وكأنها تعدها ألا تتركها وهي بهذا تعكس مخاوفها واحتياجها للأمان وللحب .
وكذلك خوفها منذ بلوغها من أي ارتباط عاطفي غير صادق .وأيضا تخاف من الفقر فلا تتحمل بأي حال الرجل البخيل .وتخاف كذلك من الوحدة التي تكون نتيجة لأشياء كثيرة أولها تأخر الزواج ، والفقد بأنواعه .وكذلك تخاف من بصمات الزمن على شكلها وجسمها ، وأيضا علامات السن .
فما هو الحل لهذا الخوف وما هو علاجه ؟
للخوف عند المرأة حلول للعلاج . أولها يكون في ملعب الرجل بأن يعطيها الأمان الذي هو الهدف الأعلى ، والقيمة الأساسية التي تبحث عنها أي امرأة .ولكي يعطي الرجل الأمان للمرأة فعليه أن يحقق لها ذلك من خلال الرباعية العبقرية التي تتلخص في الآتي : { التفهم ـ الاهتمام ـ الرعاية ـ الدعم } بهؤلاء الأربع يتحقق الأمان فتصبح المرأة في أروع حالاتها التي تنعكس على كل من يحيط بها ويعيش معها .
فالتفهم من الرجل يأتي فى بداية هذه الرباعية الجبارة .حيث أنه العامل الأهم في هذه المنظومة . كأن يقوم الرجل بمحاولة تفهم ما تخاف منه المرأة، وكذلك تفهم مشاعرها واحتياجاتها فالتفهم وحده كفيل بنزع مخاوفها .فهو يحقق عندها مفهوم السند وبداية الأمان .
والتفهم يليه الاهتمام الذي يحاول به إزالة مخاوفها ، وآلامها فيبدي ثناءه عليها مهما تغير شكلها ، ويطمئنها بأنه لن يتركها ، ولن يبتعد عنها . ثم يتبع ذلك برعايتها . فيظهر هذا في اللمسة الحنونة ، والنظرة الحانية ، والكلمة الطيبة ، والسؤال عنها ، ومراعاة ظروفها ، وعدم إرهاقها بطلباته في مرضها .
وبعد هذا يقف بجانبها دائما وقت تغير وتقلب مزاجها ، ووقت حزنها وتعبها فيشجعها و يذكيها ويثني عليها ويبث فيها ثقتها بنفسها من خلال دعمه لها .وبذلك يعطيها قيمة الأمان التي تبتغيها المرأة في علاقتها بالرجل .
أما الحلول الأخرى فهي بيد المرأة نفسها . وتتلخص في دراسة اسم الله { اللطيف } ، ومعرفة معناه الذي تأنس به النفس ، وتطيب . فعليها أن تدعي دوما
{ اللهم ألطف بي فيما جرت به المقادير }. وكذلك عليها بالبحث عن اسم الله المؤمن الذي يؤمن عباده ، وبه تهدأ النفس وتسكن ، وتتيقن في الله أن جميع الأمر بيده ، وان أمر المؤمن كله خير ، وأن الأمان بيد الله وحده ، وليس بيد احد من البشر .
وهذا ما يخص طبيعة المرأة . التي يكون الخوف فيها هو سمة من سماتها ، وليس عيبا فيها أو سبة . وعلاجه ليس بالشيء الصعب . ولكن بتفهم الرجل وقليل من المعالجة الإيمانية تكون المرأة حصلت على أهم قيمة في حياتها . وهي الأمان .