القلق والتوتر هما عبارة عن مشاعر تصيب الإنسان أحيانا بشكل طبيعي على فترات، وهما كمشاعر أحيانا يكون لها فوائد في حياة الإنسان، حيث أنها تشكل دافع في بعض الأحيان لإنجاز المهام، ولكن إن تحولت الى شعور دائم يصاحب الإنسان فهذه هي المشاعر التي يجب محاربتها، والتواصل مع مختص للمساعدة إن استوجب الأمر، إذا أصبحت هذه المشاعر تسيطر على الحياة وتنغصها، وتمنع الراحة لأن مشاعر القلق والتوتر أحيانا تصل إلى التملك من الإنسان فتمنعه من النوم أو الإنجاز أو الحركة في بعض الأوقات.
يزداد الشعور بالقلق والتوتر مع كثرة المعاناة من الضغوط النفسية ونمط الحياة السريع المتلاحق الأحداث؛ لذلك تنتشر هذه الأيام مشاعر القلق والتوتر.
أسباب القلق والتوتر:
- من أول أسباب القلق والتوتر هو السبب البيولوجي؛ نتيجة لوجود نواقل عصبية كيميائية في الجسم، وأيضا بعد الأمراض الجينية التي تسبب الإصابة بنوبات من التوتر والقلق على فترات.
- من أسباب القلق والتوتر هو التفكير في المستقبل بشكل دائم، مما يصيب الإنسان بنوبات من القلق بشأن ما سيحدث، وهو ما يسمى بقلق التوقع.
- القلق بسبب التعرض للصدمات الكبيرة والخوف من تكرارها، سواء التعرض للصدمة كان في الصغر أو الكبر، ولكنها تظل تشكل حالة قلق عند من تعرض لها.
- من أسباب القلق المنتشرة هي ضغوط الحياة ،والإحساس بنمط الحياة المتسارع ؛مما يتسبب في القلق من استطاعة مواكبة هذا النمط ،ومن إمكانية الحصول على المتطلبات الشخصية في ظل الظروف المتزامنة مع فترات الضغوط.
- هناك سبب أخر للقلق، وهو يكون مصاحب للشخصية ذات التفكير المفرط، التي تفكر في كل الأشياء الممكنة، أو الغير ممكنة وتخيل حدوث أمور بعينها، ووضع سيناريوهات للتعامل معها إذا حدثت فيصاب صاحب هذا النمط بالقلق والتوتر الشديدين.
أعراض القلق:
- تختلف أعراض القلق من حالة إلى أخرى، سواء من حيث نوعية الأعراض المختلفة أو من حيث حدتها، وتشمل أعراض القلق:
- الصداع.
- العصبية أو التوتر.
- الشعور بغصة في الحلق.
- صعوبة في التركيز.
- التعب والارهاق.
- الاهتياج وقلة الصبر.
- الإرتباك والإحساس بتوتر العضلات.
- الأرق وقلة النوم.
- فرط التعرق.
- ضيق النفـس.
- آلام في البطن.
ما هي مضاعفات مرض القلق؟
- قد يسبب مرض القلق لزيادة أو تفاقم في الأمراض الأخرى، من ضمنها: الشعور بالكآبة وكثرة الأرق.
- الإدمان على أقراص طبية
- . الاضطراب المعوي والهضمي
- الشعور بالصداع المزمن.
- الشعور بآلام الأسنان، خصوصا خلال فترة النوم.
هل للقلق علاج؟
للتخلص من القلق يجب الاقتناع أولا أنه مشكلة تصيب البشر ، ويجب وجود قرار شخصي بالتخلص منها، ولكي يتم التخلص منها يجب تنمية الجوانب الإيمانية والروحية ،وذلك بقراءة القرآن والاحاديث الشريفة المرتبطة بالقدر ، وذلك للتخلص من أنواع كثيرة من القلق أهمها المتربط بقلق التوقع والخوف من المستقبل ، ومع التخلص من القلق يأتي التسليم لقضاء الله ، وذلك له أثر أيضا في التخلص من التفكير السلبي ومعرفة حقيقة الحياة ؛ حيث السعي فيما علينا القيام به وفعل كل ما يجب علينا فعله، ثم اليقين بأن النتيجة ليست لنا كبشر، ولكنها بيد الله عز وجل ، وكذلك اليقين بأن أمر المؤمن كله خير ، وهي اقدار الله التي يجب الايمان بها والتسليم لها ، وكذلك معرفة أن كل ما سيصيبنا هو قدر ، وأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولكن الخوف هو سبب الجزع وليس عدم المقدرة .
يأتي بعد الجانب الإيماني معرفة أسباب القلق ومحاولة التفكير فيها بشكل منطقي ومحاولة التغلب عليها أو اللجوء لمختص للمساعدة في التخلص منها.
ثم يأتي دور العلاج الذاتي
وذلك باتباع العادات السليمة كالاسترخاء والنوم الكافي
والتنفس العميق عبر تمرينات التنفس بأخذ نفس عميق ثم تفريغه عبر الزفير البطيء
وممارسة الرياضة بشكل منتظم
ولكن تظل
أهم وسائل علاج القلق هو إتباع استراتيجية التحكم في القلق:
وتتلخص فيما هو آت:
وضع أهداف يومية:
يساعد وضع خطة بالمهام، والأهداف اليومية على التحكم بمستويات القلق؛ إذ يشعر البعض بالمزيد من القلق عند إتمامهم للمهام دون خطة محددة، ويبدأون بالتفكير بما يجب أن يتم بعد ذلك، إلا أنه في حال وجود القائمة سيقل ارتباكهم.
التفاعل مع الآخرين:
يساهم التفاعل مع الآخرين عبر الإنضمام لنادي، أو الإلتقاء بهم عن طريق الأنشطة التطوعية، في علاج القلق.
ممارسة أنشطة الاسترخاء: تؤدي أنشطة الاسترخاء دورا مهما في التقليل من القلق، والتغلب عليه، حيث ينصح بممارسة أنشطة تفيد العقل والجسد معا، مثل: التأمل، للوصول إلى حالة من الهدوء والاسترخاء.
رأينا في هذا المقال أن القلق أنواع عدة وليس نوعا واحدا، وتعرفنا على أسباب القلق وأعراضه، وكيفية التخلص منه، وذلك من أجل حياة أيسر في ظل الظروف الحالية؛ التي أصبح نمطها سريعا يحتاج منا إلى علاج لما يطرأ علينا من عواقب لهذه الضغوطات، علنا نصل الى حياة متوازنة تجعلنا نعبد الله كما هو مطلوب منا.