العمل أساس نهضة الأمة
إن المسلمين -للأسف- أصبحوا في مؤخرة الأمم، من ناحية الابتكار والاكتشاف والاختراع،
بينما تأخرهم هذا أمر عارض في الحقيقة، ليس لطبيعة الإسلام الذي يدينون به، وليس لطبيعة الأمم التي تدين بالإسلام،
بعض الناس يريد أن يأخذ من هذا التأخر حجة أو دليلًا على أن هذا التأخر من الإسلام نفسه، ويريد أن يتهم الإسلام بهذا،
هكذا يرى بعض الناس من المستشرقين أو المبشِّرين المتحاملين منهم، وهناك آخرون يريدون أن يجعلوا هذا التأخر طبيعة لهذه الأمم نفسها، وأنها أمم متخلِّفة، وكلا الأمرين غير صحيح.
مقومات الحضارة الإسلامية:
أما الإسلام فهو يدعو إلى العمل، ويدعو إلى العلم، ويدعو إلى كل مقومات الحضارة،
كذلك وكل مقومات النهضة، التي تحتاج إليها الأمم القوية، وتحتاج إليها الحضارات، كل هذه المقومات يدعو إليها الإسلام
العمل أساس نهضة الأمة
ولقد كان العمل والعمال من أولويات أعمال جماعة الإخوان المسلمين علي مدار تاريخها الممتد
واتفق علماء المسلمين وفقهاؤهم على أن كل علم نافع لا يستغنى عنه في دنيا المسلمين هو فرض كفاية،
ذلك مثال علم الطب، وعلم الرياضيات، وعلم الكيمياء، وعلم الفيزياء والبيولوجيا والجيولوجيا والهندسة،
أيضا وأي علم يحتاج إليه المسلمون في الناحية العمرانية، أو في الناحية العسكرية، أو في أي ناحية من نواحي الحياة،
إذا على المسلمين أن يتقنوا هذه العلوم ويتفوقوا فيها، بحيث لا يحتاجون إلى غيرهم.
ومعنى فرض كفاية أي يجب أن يكون هناك عدد كاف من الخبراء والعلماء والمتخصصين المسلمين في كل علم من هذه العلوم،
بحيث لا يحتاج المسلمون إلى غيرهم، فيحصل لهم الاكتفاء الذاتي، فموقف الإسلام من العلم أمر معلوم،
ذلك إذا كان العلم يقوم على النظر والتفكير، فهذا ما دعا إليه القرآن ودعت إليه السنة.