الظلم والهجرة
الظلم والهجرة.. ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا
إذا يعد الظلم من أخطر العوامل التي تدفع الناس إلى الهجرة والفرار من بلادهم بحثًا عن حياة أفضل وأكثر أمانًا.
كما ينتج الظلم عن تفاقم التفاوت الاجتماعي والاقتصادي، وعدم حصول الأفراد على فرص متساوية وإنصاف في المجتمعات التي يعيشون فيها.
كذلك هذا التفاقم يؤدي في النهاية إلى استمرار التدفق المتزايد للاجئين إلى البلدان التي تعتبرها ملاذًا آمنًا.
إذا لم يتم التعامل بعدل ومساواة مع الأزمات والنزاعات الدولية والداخلية،
فإن الظلم سيؤدي إلى تفاقم هذه النزاعات واندلاع حروب أهلية.
وهذا بدوره يضطر المدنيين إلى مغادرة منازلهم والبحث عن ملاذ آمن خارج بلادهم، مما يؤدي إلى زيادة أعداد اللاجئين.
يعتبر الشعور بالظلم من أسوأ المشاعر التي قد يشعر بها الإنسان، فالظلم له آثار سلبية كبيرة على نفسية الفرد، فحينما يشعر الإنسان بالظلم والاضطهاد، فإنه قد يلجأ إلى القيام بتصرفات غير مقبولة
أيضا الظلم من كبائر الذّنوب، فقد حرّمه الله -سبحانه وتعالى- على نفسه، وجعله محرّما على عباده، فعن أبي ذر الغفاريّ -رضيَ الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال فيما يرويه عن ربه -عز وجل-: (يا عِبَادِي إنِّي حرَمت الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجعلته بيْنَكُمْ محرَما، فلا تظالموا)،
الظلم والهجرة
كذلك إنّ من أعظم الظلم تأخير رواتب الموظفين، وعدم إعطائهم حقوقهم وإنكارها عليهم؛ استغلالاً لضعفهم وحاجتهم، فعن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال فيما يرويه عن ربه -عز وجل- أنّه قال: (ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ، رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولَمْ يُعْطِهِ أجْرَهُ)
أيضا حذّر الله -سبحانه وتعالى- من عواقب الظلم التي تلحق الظالم في الدنيا والآخرة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم،
كما حذّر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- من عواقبه في السنّة النبويّة، وفيما يأتي بيانها:
الظّلم سبب للبلاء والعقاب،
قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ)
إذا الظلم والهجرة.. ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا.. شاهد التفاصيل مع د. أكرم كساب – داعية إسلامي