الطوفان وفرض معادلة جديدة
الطوفان فرض معادلة جديدة للصراع مع الإحتلال
التحليل: “طوفان الأقصى” تؤسس لنموذج أمني واستراتيجي جديد
جاءت هذه التطورات في ظل قيام حكومة “بنيامين نتنياهو” المتطرفة بتصعيد إجراءات الأمر الواقع والتي استهدفت تجاوز الجانب الفلسطيني
والمضي قدما في إجراءات نهائية مثل الضم العملي للضفة الغربية والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى،
وفرض السيادة الكاملة على القدس كعاصمة موحدة. كما تشير تقديرات إلى أن الهجوم الفلسطيني المباغت،
استبق مخططا صهيونيا لتوجيه ضربة قاسية لحركة حماس بعد انتهاء الأعياد اليهودية،
حيث عقد نتنياهو اجتماعاً أمنياً قبيل عملية “طوفان الأقصى” بـ 7 أيام، لهذا الغرض.
أيضا تمثل عملية “طوفان الأقصى” حدثاً غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ؛
من حيث قدرة المقاومة الفلسطينية على اختراق “الحدود الآمنة” على امتداد غلاف قطاع غزة.
كما عكست تطوراً نوعياً تجلى في عدم قدرة المؤسسة العسكرية والاستخبارية الصهيونية على التنبؤ به والاستجابة له.
وإذا كان قادة الاحتلال قد أجلوا خلافاتهم مؤقتا لضرورة الوحدة أثناء إدارة الحرب،
فليس ثمة شك أن العملية كتبت نهاية مستقبل الكثيرين من القادة السياسيين والأمنيين، بمن فيهم نتنياهو نفسه.
الطوفان وفرض معادلة جديدة
كذلك إقليميا، سيكون للحدث ارتدادات عميقة، حيث تعد عملية “طوفان الأقصى” تمرداً مباشراً على الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية حيال المنطقة،
التي كانت تعطي الأولوية في الآونة الأخيرة لتطوير وتعزيز اتفاقات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني ،
كذلك ودمج الاحتلال في البنية الإقليمية عبر مشاريع اقتصادية وتنموية كبيرة،
أيضا دون أن يرتبط هذا بالقضية الفلسطينية نفسها. قد لا تتخلى دول إقليمية مثل السعودية عن مشروع التطبيع في المدى الطويل،
لكنّ هذه التطورات من المرجح أن تجمد هذه الجهود في الأجل القصير أو المتوسط.
كما تدرك الإدارة الأمريكية خطورة المشهد الراهن، وتعمل منذ اللحظة الأولى على زيادة حجم تدخلها،
لضمان التحكم بمسار الأحداث، متبنيةً استراتيجية “منع التصعيد” والتي تقوم على ردع إيران وحلفائها من التدخل،
ذلك خشية تحول الحرب الحالية لصراع إقليمي تتورط فيه الولايات المتحدة على حساب أولوياتها المتمثلة في الحرب الأوكرانية والتنافس مع الصين.
أيضا ومن المؤكد أن دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل سيكون كاملا، في ظل أن المسألة ستكون مادة انتخابية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري