يرى بشير البكر في صحيفة العربي الجديد ان الهجوم العسكري الصهيوني الجاري على جنين وطولكرم وطوباس، منذ الأربعاء الماضي، يأتي كي يستكمل حرب إعادة احتلال الضفّة الغربية، التي بدأتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل هجمات السابع من أكتوبر (2023).
وتابع الكاتب ان العملية تجري في ظلّ حكومة المستوطنين، التي قامت على نصّ صريح يقول بـ”حقّ تقرير المصير في أرض الاحتلال “، بما يشمل الضفّة الغربية. وعلى هذا الأساس، نُقِلَت الصلاحيات المتعلّقة بالاستيطان والإدارة المدنية في الضفّة من الجيش إلى زعيم حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، الذي تحدّث فيه عن “خطّة سرية” لضمّ الضفّة الغربية إلى إسرائيل،
وأوضح الكاتب ان الخطوة الأولى هي حسم الوضع الأمني، من خلال القضاء على المقاومة في مخيّمات الضفّة، ومن ثمّ الانتقال إلى وضع جديد، يعتمد في مرحلةٍ أولى بصيغة مشابهة لخطّة اليوم التالي، التي طرحها نتنياهو لإدارة قطاع غزّة، على أساس التقاسم الوظيفي. تعتبر حكومةُ نتنياهو أنّ الوقت مناسبٌ لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، وتستغلّ عوامل عدّة، في مقدمتها حال الانقسام الفلسطيني الذي تتحمّل مسؤوليته السلطة الفلسطينية.
الضفة الغربية وحسم الصراع
حسابات تكلفة الحرب على غزة وفلسطين معقدة، فالجرح عميق، والنزف يكاد لا يتوقف.. والأرواح تزهق، والآلاف من العائلات، والأطفال، وكبار السن والعجزة، الكل يعاني.
أيضا في الجانب الصهيوني ، تختلف الحسابات، عند حكومة بنيامين نتنياهو .. كذلك المقبل على استحقاقات وحسابات متعددة، في حسابات التكلفة المالية .. التحديات تتصاعد أمام حكومة تطلب المزيد من الاعتمادات من موازنة تترنح وعجز يتصاعد.
كذلك وأوضحت افتتاحية صحيفة الخليج ان دولة الاحتلال أنفقت 24 مليار دولار على الحرب .. أي ما يعادل تقريباً 5% من ناتجها المحلي الإجمالي.. كذلك وجمعت أكثر من 52 مليار دولار لتمويل الجيش وسد العجز المالي.. الذي ارتفع إلى 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي.
كما ان مستقبل الاقتصاد الصهيوني سيبقى غامضاً وسط الأزمات المتصاعدة.. أيضا وهو ما حدا بوكالات التصنيف الائتماني العالمية إلى الإعلان عن خفض تصنيف دولة الاحتلال .. ذلك مع توقعات بمزيد من الخفض إذا ما استمر الصراع للعام 2025، أو توسعت جبهات الصراع أكثر.