السياسة الخارجية للرئيس مرسي
في الذكرى الخامسة لاستشهاده.. كيف نجح الرئيس مرسى في رسم سياسة خارجية متوازنة
في الرابع والعشرين من يونيو أعلن فوز المرشح محمد مرسي رئيساً لمصر .. وعمت الاحتفالات جميع أرجاء الدولة المصرية خاصة بعد احتدام المنافسة بين مرشح الاخوان المسلمين.. وأخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع الفريق أحمد شفيق.. كذلك وسادت حالة من الترقب لوضع الرئيس الجديد.. أيضا ومدى صلاحياته خاصة بعد فرض المجلس العسكري الحاكم في مصر .. كذلك في تلك الفترة اعلان دستوريا مكملا يحد من صلاحيات الرئيس الجديد.
كما أن وصول رئيس ذي خلفية اسلامية وينتمي إلي اكبر حركات الإسلام السياسي.. أيضا كان يستدعي- ولا بد- إرسال العديد من رسائل الطمأنة للعالم الخارجي.. توضح شكل العلاقة بين مصر وغيرها من الدول.. فقد كان الخطاب الشعبي الذي ألقاه الرئيس الجديد محمد مرسي من ميدان التحرير.. أيضا رمز الثورة المصرية، خطباً حماسياً علي المستوي الداخلي وهادئاً ومتزناً علي مستوى العلاقات الخارجية.. خاصة فيما يتعلق بالمعاهدات التي وقعتها الدولة مع غيرها من الدول،
السياسة الخارجية للرئيس مرسي
بدأ الرئيس المنتخب خطابه للعالم الخارجي بطمأنته بأن مصر تحترم معاهداتها، وأن تعامل الجميع بمبدأ الاحترام المتبادل ولا تسعي مصر الجديدة إلى التدخل في شؤون الدول، كما لا تقبل مصر بأي حال من الاحوال أن يتدخل أحدً في شؤونها الداخلية. كانت هذه إحدى الرسائل المهمة التي وضحت شكل مصر الجديدة خارجياً، كما أكد الرئيس ايضاً في خطاب التنصيب، الذي أذيع علي التلفزيون الرسمي للدولة على تلك المعاني التي ترسم شكل السياسة الخارجية المصرية مع الدول الأخرى.
إن مساعي الرئيس مرسي نحو التقارب وإعادة العلاقات مع طهران قد تتسبب في الكثير من المشاكل والأزمات الاقليمية، ليس فقط مع دول الخليج ولكن مع دولاً أخرى مثل لبنان والعراق وسوريا وإسرائيل، ناهيك عن القوى الكبرى. وعليه، فإن من مصلحة الرئيس مرسي رسم مسار خاص للعلاقات المصرية – الايرانية في المستقبل، يحرص خلالها على الإقرار بالمخاوف الخليجية، والتعهد بعدم التفريط في المصالح والدفاع عن امن واستقلال وسيادة دول مجلس التعاون الخليجي ضد أي تهديد إيراني، وكذلك العمل على وقف التغلغل الإيراني وتدخلها في شؤون بعض الدول العربية وبث الفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد. إننا لا نقول بان الرئيس مرسي لا يمكنه كتابة صفحة جديدة مع قوى اقليمية مهمة مثل إيران، ولكننا نطالبه بأن يضع علاقات مصر العربية قبل علاقاتها الإقليمية ومع دول الجوار الاستراتيجي، فالأقربون أولى بالمعروف.