السوريون بين اردوغان والمعارضة
يتخوف معظم اللاجئين السوريين في تركيا من ارتدادات سلبية أكثر عليهم
أيضا مع احتدام الصراع السياسي في البلاد قبيل الانتخابات العامة المقررة في 28 مايو/أيار المقبل،
والمتوقع أن تنعكس نتائجها بشكل مباشر عليهم
ذلك بعد أن تحولوا إلى ورقة سياسية بيد أحزاب المعارضة الساعية لجذب أصوات الناخبين
مستفيدة من تبدل المزاج الشعبي تجاه اللاجئين في البلاد.
كما يتابع السوريون في تركيا هذه العملية الانتخابية بقلق وترقب شديدين،
لأن نتائجها تحمل تأثيرا مباشرا على مستقبلهم في تركيا، خاصة أنهم منذ سنوات يتعرضون للاستغلال السياسي من قبل بعض الأحزاب المعارضة التي تتبنى خطاب كراهية عنصري تجاه اللاجئين والأجانب،
فرغم إدراك هذه الأحزاب ما عانته الجالية التركية في أوروبا من خطاب كراهية وممارسات تمييزية قامت بها الأحزاب الأوروبية اليمينية المتشددة ضد اللاجئين والأجانب،
كذلك فإن هذه الأحزاب التركية تحاول استنساخ الخطاب نفسه تجاه اللاجئين والأجانب الذين استخدمهم اليمين الأوروبي لحشد أصوات انتخابية ذات طبيعة عنصرية
إذا السوريون في تركيا هم الحاضر الغائب في هذه الانتخابات، فقد كانوا ولا يزالون على الأجندة السياسية التركية،
وهم أيضا الفئة الأشد هشاشة والأكثر تأثرًا بالأزمات المتعددة، حيث هربوا من الحرب والدمار في بلدهم ووجدوا أنفسهم لاجئين في تركيا.
ومع ذلك، لا يزال السوريون يعانون صعوبات عديدة،
من بينها ظروف اللجوء الصعبة وصعوبة الحصول على فرص العمل والإسكان والحصول على حقوقهم الإنسانية الأساسية
السوريون بين اردوغان والمعارضة
ورغم هذه الصعوبات، فإن السوريين يجدون أنفسهم في حالة حرجة في أثناء الانتخابات التركية الحالية، إذ تُستخدم قضيتهم وآلامهم لأغراض انتخابية،
ذلك من خلال استغلال بعض الأحزاب المعارضة للنجاح الذي حققه الخطاب العنصري الشعبوي في أوروبا،
ومحاولتها استنساخه ضد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية،
من دون أي اعتبار لتداعيات هذا الخطاب العنصري على حياة السوريين في تركيا، وعلى الأمن والسلم الأهلي التركيين،
في ما يمكن اعتباره “عملية توريق رخيصة لهذه الآهات في سبيل حصد بعض الأصوات الانتخابية.
من جهة، “تحالف الأمة” الذي يضم كلا من الحزبين الرئيسين حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد،
إضافة إلى أحزاب صغيرة، مواقفه السلبية من السوريين واضحة.
كذلك ميرال أكشنار وكمال كليجدار أوغلو (صاحب الكلمة الفصل ومرشح تحالف الأمة) واضحان حتى اليوم بتأكيد برامجهما تجاه اللاجئين السوريين،
والتي تتضمن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم في غضون عامين على أبعد تقدير
أما “تحالف الجمهور” وهو تحالف يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الحركة القومية، وحزب “الرفاه من جديد” وحزب الدعوة الحرة -أو ما يعرف بالتركية بـ”هدى بار”- وحزب الاتحاد الكبير،
فقد تعهد بتعزيز الاندماج والتكامل للاجئين والمهاجرين في المجتمع التركي،
وتسهيل عودتهم الطوعية إلى بلادهم لخفض نسبة المهاجرين لتكون بنسبة معقولة مشابهة للدول المتقدمة،