الرئيس مرسي قاوم جبهات الفساد
المسحراتي “ريسنا قاوم”
مثَل الرئيس مرسي الأمل في عودة مصر لدورها .. في قيادة الأمة للنهضة والاستقلال والعودة لتاريخها المشرف ،.. فللمرة الأولى في منطقتنا ، ينجح مواطن عادي ، طيب ، من الطبقة المتوسطة ، يصلي، أسرته ملتزمة، ليس من أصحاب النفوذ أو الأموال أو المناصب الرسمية ، في الوصول للحكم ، كان ذلك مفاجأة سارة للأحرار في كل مكان ، فتح الباب أمام الآمال المشروعة للشعوب في إمكانية وجود شخص وطني يحكمهم في يوم من الأيام .
كانت همومه هي هموم الشارع
وبالفعل عندما وصل للحكم ،.. كانت همومه هي هموم الشارع ،.. ينحاز إلى غزة، يؤيد الثورة السورية ،.. يؤرقه ارتفاع الأسعار، يهتم بكرامة المواطنين جميعا وليس طبقة معينة ،.. يسعى في الخير، فكان النموذج الذي يطمح إليه كل وطني مخلص ،.. لسنا هنا بصدد تقييم أدائه الفعلي كرئيس ،.. فالطبع كانت له إيجابياته وسلبياته ،.. لكن بشكل إجمالي كان نموذج مختلف علينا يتوق إليه كثيرون ،.. ومثل رحيله صدمة للجميع مع انحسار هذا الأمل ، لذا كان الحزن الكبير الذي أصاب معظم العرب من المحيط إلى الخليج، ومعظم المسلمين، من نيوزيلاندا شرقا إلى كاليفورنيا غربا ومن جنوب أفريقيا جنوبا حتى الدنمارك والسويد شمالا.
صموده
اتفق الجميع على نزاهته ولم يستطع أعداؤه أن يسجلوا عليه أي تجاوز ولو بسيط، تعرض لحملة إعلامية مضللة يمكن وصفها بأكبر عملية لتزييف الوعي القومي في التاريخ الحديث، حتى وصل الأمر للثلاثين من يونيو وما تلاها من انقلاب في الثالث من يوليو 2013، فمنذ ذلك التاريخ بدأت رحلة الصمود الحقيقية والتاريخية للرئيس مرسي حتى استشهاده .
فبعد رفضه التنازل عن الحكم أو الدعوة لانتخابات جديدة أو الرضوخ للظالمين بأي شكل من الأشكال، تعرض للاعتقال وما صاحبه من حملة تنكيل وإهانة وتعذيب نفسي وبدني وظلم شديد ولفقت له التهم ووضع في قفص زجاجي، وحُرم فيها من حريته وأسرته وعلاجه وعٌزل تماما عن العالم الخارجي، وكما قال وصدق فيما قال، دفع حياته ثمنا للشرعية