الحلقة الرابعة من وقفات إيمانية
الحلقة الرابعة من”وقفات إيمانية| مع د.محمود حسين -القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
غزوة بدر الكبرى
في 17 رمضان 2 هجرية وهي أول صدام حقيقي بين الحق والباطل معركة إثبات الوجود ، دولة الإسلام الناشئة تواجه دولة الكفر المتجذرة منذ مئات السنين وعلى الرغم من فارق الزمن في عمر الدولتين استطاع المسلمون تحقيق نصرا ساحقا على كفار قريش وكسر شوكة الكفر في أول لقاء .
ولنا في هذه الغزوة الكثير من الوقفات والدروس التي نحتاج نقف معها لنعلم كيف تنتصر هذه الأمة.
الشــــورى
من أعظم الوقفات في غزوة بدر أنها أرست مبدأ الشورى فعلى الرغم من أن النبي يوحي إليه من السماء إلا أنه أراد أن يعلم الأمة أن الخير كل الخير في الشورى وفي رأي الجماعة ولذلك استشار صلى الله عليه وسلم أصحابه في هذه الغزوة أربع مرات المرة الأولى عندما استشارهم في مهاجمة القافلة المرة الثانية استشارهم في قرار المواجهة عندما أعلنت قريش الحرب على المسلمين والمرة الثالثة عندما استشارهم في موضع القتال وكلنا يعرف موقف الحباب بن المنذر وآبار بدر أما الموقف الرابع فهو أخذ الشورى في أمر الأسرى.
أربع مرات في حدث واحد يطبق النبي صلى الله عليه وسلم فيه الشورى بين أصحابه على الرغم من أنه قادر على أن يحسم كل هذه الأمور دون شورى ولكنه أراد أن يعلم الأمة الأخذ بالشورى في كل الأمور فهي النجاة.
وصدق الشاعر:
رَأْي الجَمَاعَةِ لا تَشْقى البِـلاد به .. رَغْم َالخِلافِ وَرَأْي الفْردِ يُشْقِيهـا
الحلقة الرابعة من وقفات إيمانية
الأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله.
أيضا من أهم الوقفات في غزوة بدر أنها علمت الأمة أن تأخذ بالأسباب وتحسن التوكل على ربها ثم تنتظر النتائج العظيمة .. فقد أعدّ النبي صلى الله عليه وسلم الجيش إعدادا جيداً واستغل الإمكانات المتاحة ووضع الخطط المحكمة واتخذ المواقع المناسبة.. كذلك حدد قادة المعركة ومن يخرجوا للمبارزة ثم بعد ذلك أحسن التوكل على ربه فكانت المكافأة بالنصر العظيم.
الاستعانة بالله:
كذلك على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك سببا من أسباب النصر إلا وقد أخذ به إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يتذلل ويبتهل إلى ربه.. يستجلب منه النصر ويطلب منه العون فيقف النبي صلى الله عليه وسلم ويرفع يده للسماء وهو يقول.. اللهم إن تهزم هذه العصابة فلن تعبد في الأرض بعد اليوم ويستمر النبي صلى الله عليه وسلم حتى يسقط رداءه فيأتيه الصديق .. أيضا ويقول له يارسول الله هون عليك ألم يعدك ربك بالنصر .. ولكن النبي يريد أن يعلم المسلمين أن الله هو ناصركم وليس غيره .. لذلك لا تتركوا بابه ولا تعتمدوا على قوتكم وتنسو أن النصر من عند الله:
“إن ينصركم الله فلا غالب لكم’