الحلقة الخامسة من وقفات إيمانية
الحلقة الخامسة من”وقفات إيمانية| مع د.محمود حسين -القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
غزوة بدر الآيات والدروس
الولاء والبراء
لقد تجسدت كل معاني الولاء والبراء في هذه الغزوة العظيمة فقد تبرأ الصحابة من كل كافر حتى لو كان هذا الكافر أخ أو إبن أو قريب .. فهذا الصديق رضي الله عنه يبحث عن إبنه الكافر ليقتله..
أيضا وهذا مصعب بن عمير سفير الإسلام يرى أخيه الكافر أسير في يد المسلم فيقول للمسلم أشدد عليه وثاقه فله أم كثيرة المال .. وكذلك عمر رضي الله عنه وعلي وغيرهم من الصحابة الكرام أعلنوا أن ولاءهم فقد لله وتبرؤو من كل كافر .. وفي ذلك درس عظيم للأمة أنه لا ولاء إلا لله ولا عصبية إلا للدين ولا قومية غير الإسلام.
الهمم العالية
كذلك من أروع مواقف بدر هذه الهمم العالية التي ظهرت في المعركة وهذه المواقف العظيمة التي سطرها الصحابة الكرام .. رضوان الله عليهم جميعاً ويكفينا أن نشير إلى موقف هؤلاء الأبطال معاذ ومعوذ هؤلاء الأطفال فقد جاءوا لعبد الرحمن بن عوف وسألوه عن أبوجهل فدلهما عليه فانطلقوا إليه كالبرق وضربوه بسيفيهما فأردوه على الأرض ليأتي عبدالله بن مسعود ويوجه له الضربة القاضية ويجز رقبته ويأتي به للنبي صلى الله عليه وسلم ليبشره بهلاك رأس الكفر وقس على ذلك الكثير.
الحلقة الخامسة من وقفات إيمانية
كم من فئة قليلة
أيضا منذ اللحظة الأولى ومن أول معركة أراد الله أن يعلم الأمة أنها لا تنتصر بعدد ولا بعدة إنما تنتصر الأمة بإيمانها بربها وقوة عقيدتها .. فقد كان عدد المسلمين في بدر 312 بينما عدد المشركين 950 أي أن المشركين ثلاثة أضعاف المسلمين .. ومع ذلك نصر الله عباده المؤمنين نصرا عظيماً وأمدهم بمدد من عنده عندما تحققت فيهم شروط النصر .. كذلك وهذا ما قاله الفاروق عمر رضي الله عنه إنكم لا تنتصرو على عدوكم بكثرة عددكم وعدتكم إنما تنتصر ون عليهم يايمانكم وعدم عصيانكم .. فإذا تساويتم معهم في المعصية كانت الغلبة للعدد والعدة وهذا ماتعيشه أمتنا الآن .. إذا فمشكلتنا ليست قلة عدد أو نقص عدة إنما مشكلتنا الأساسية أننا ضللنا الطريق وعصينا الله وأخلدنا إلى الأرض .. أيضا وتركنا الجهاد فجعلنا الله غثاء كغثاء السيل.
هذه كانت بعض الوقفات مع غزوة بدر الكبرى أسأل الله أن يعيد لهذه الأمة مجدها وعزها.