كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا أَمَّرَ أَمِيرًا علَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ في خَاصَّتِهِ بتَقْوَى اللهِ، وَمَن معهُ مِنَ المُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قالَ: اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَن كَفَرَ باللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا.
كانت هذه أخلاقيات الحرب في الإسلام التي كان هدفها محاربة من كفر بالله أو من يمنع الدعوة إلى الإسلام فيمنع معرفة الناس به .
أما الآن فقد اختلف مفهومها فأصبحت الحرب هي تلك الصراعات الناشئة بين جماعات سياسية مختلفة، والتي يمارس خلالها أعمال عدائية غير مشروعة ينتج عنها أضرار كبيرة، وتعرف الحرب وفقا لعلماء الاجتماع بأنها صراعات تقوم بين كيانات مختلفة مستقلة، ومعترف بها دوليا .
هذه الحرب بهذا الشكل الخارج عن تعاليم الإسلام وأخلاقياته أصبح يؤثر تأثيرا خطيرا على المجتمع والأفراد ، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن أثار الحرب ، فهيا بنا نرى هذه الآثار .
ما هي أثار الحرب على الفرد والمجتمع ؟
تتنوع أثار الحروب بين أثار صحية ، ونفسية ،وأيضا اقتصادية ، فالحرب لا تترك شيئا إلا ويتأثر بها .
الآثار الصحية :
فالحرب تؤثر على الحالة الصحية للجميع ؛ حيث تؤدي للوفاة وكثير من الإعاقات ؛ سواء للعسكري أو المدنيين، وكذلك تنتشر الأوبئة ؛ بسبب كثرة القتل والدماء وانقطاع سبل الحياة والعلاج .
الآثار النفسية :
وللحروب آثار نفسية عديدة على سواء على الجنود وعائلاتهم، أو على المدنيين .
فالنسبة للجنود يظهر الجزء الأكبر من هذه الآثار بعد عودتهم إلى منازلهم وعائلاتهم .
الأثر النفسي على الجندي نفسه:
فيواجه الجندي مرحلة جديدة من الأزمات النفسية التي قد تظهر على شكل اكتئاب، واضطرابات، وقلق، بالإضافة إلى معاناتهم من إصابات أُخرى في مناطق مختلفة من الجسم نتيجة لهذه الحروب.
الأثر النفسي على علاقة الجندي بشريكه:
كما يواجه الشريك مسؤوليات كبيرة أثناء غياب شريكه عن المنزل تتمثل في أمور رعاية الأطفال، والاهتمام بشؤون المنزل، والإدارة المالية لدخل الأسرة، حيث تنعكس هذه المسؤوليات على شكل قلق وضغط نفسي كبير على الطرفين، أما بعد عودة الجندي ستنعكس حالاته النفسية على العلاقة مع شريكه، حيث سيترتب على الاضطراب الذي يعاني منه كلا الطرفين مشاكل زوجية قد تتطور إلى عنف أُسري وكثير من حالات الطلاق .
الأثر النفسي على الأطفال:
و تبدأ الآثار النفسية بالظهور على أطفال المجند أثناء غيابه، فيما تختلف ردود أفعال الأطفال حسب الفئة العمرية لكل منهم، فقد تظهر آثار غياب الأب والخوف عليه والخوف من فقده في ظل غياب الوازع الديني الذي يتمثل في الشعور بأن التضحية من أجل الدين تستحق فتظهر الآثار على شكل اضطرابات نفسية وقلق، أو نوبات غضب، أو اختلاف في عادات الأكل، أو في حدوث حالة من عدم المبالاة لدى الطفل مما يؤدي إلى كثير من الأمراض النفسية .
الآثار النفسية على المدنيين :
فالحالة النفسية للمدنيين نالت اهتماما واسعا من قِبل العديد من المؤسسات الدولية، حيث قدر البنك الدولي وجود أكثر من مليار شخص حول العالم ممن عاشوا في مناطق متأثرة بالنزاعات المسلحة والحروب، ومن جانب آخر قدرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن هناك ما يقارب من 60 مليون مدني قد نزحوا ورحلوا قسرا من ديارهم إلى مناطق أُخرى بسبب الحرب التي جعلت حياتهم معرضة للخطر وذلك اعتبارا من عام 2015م، ويعتبر هذا الرقم أكبر عدد لاجئين سجل منذ الحرب العالمية الثانية، وأثارت هذه الأرقام الضخمة اهتماما واسعا ؛ وذلك لوضع سياسات للتعامل مع الاضطرابات النفسية التي قد تظهر على المدنيين نتيجة للحرب، حيث أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن الأشخاص المدنيين الذين عاشوا الحرب، أو نزحوا من بلادهم هم أكثر عرضة للإصابة بحالات الاكتئاب والصدمات النفسية من غيرهم من الأشخاص الذين لم يعيشوا ظروف الحروب القاسية.
الآثار النفسية على الأطفال :
و تختلف الآثار النفسية الناتجة عن الحروب على الأطفال ؛ فالحروب تؤثر على تطوير شخصيته وبنائها، وعلى المعايير الداخلية للصواب والخطأ لديه، كما تؤثر على ضبط ردود أفعاله العدوانية، بالإضافة إلى ما تخلّفه له من مشاكل صحية تؤثر على الأعصاب، وكما ذكر الكثير من المختصين عدم إدراك الطفل لماهية الوضع الذي يعيشه أثناء الحروب، ومن ناحية أُخرى قد تنعدم قدرة الطفل على التعبير عن آلامه وأحزانه التي مر بها أثناء ذلك ، وتتحول صراعاته الداخلية ومشاعره إلى كلمات تدفعه لاستخدام أساليب أُخرى في التعبير عنها قد تظهر على شكل سلوكيات عدوانية فيما بعد.
هذه أهم الآثار الصحية والنفسية على المجتمع ، ويتبقى الآثار الاقتصادية وسنفرد لها وقتا أخر .
ولكن نبهنا لهذه الأمور؛ لكي نخرج منها بورقة عمل ، وهي أن نربي أولادنا بشكل سليم حيث يجب أن يكونوا قادرين على تحمل الصعاب والاخشوشان حتى لا ينهارون إذا عاشوا أياما صعبة .وان يعلموا أن المسلم ليس كغيره فهو ان كان محاربا فيتبع تعاليم دينه وله الجنة وان تم العدوان عليه فيعلم انه من مات دون نفسه فهو شهيد والشهيد لن يموت بل يحيا عند ربه يرزق .