حصار غزة مقرونا بالنية الإسرائيلية فى ابادة العرق الفلسطينى والعدوان المستمر على القطاع أثر تأثيرا فادحا على كافة جوانب الحياة لأهل غزة فتفاقمت الآثار الاقتصادية والصحية وارتفعت معدلات البطالة وانهارت المنظومة الصحية أمام الاصابات والضحايا
فلم تعد المستشفيات ولا الادوية ولا الأطباء قادرين على مواجهة الكارثة الإنسانية فى غزة والأدهى من ذلك أن إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل أصبح محلا للمساومة بل إن إسرائيل تعمدت تدمير الأبراج السكنية ومحطات الكهرباء والصرف الصحى المتهالكة بحيث جعلت حياة الناس جحيما لا يطاق والهدف الاساسى من ذلك كله هو إبادة سكان غزة أمام صمت المجتمع الدولى سوى بعض التقارير الهزيلة التى تصدرها بعض منظمات حقوق الإنسان وخاصة المرصد اليورو متوسطى.
أما الهدف الثانى لإسرائيل فهو أن يشعر سكان غزة بالضيق من حياتهم فيهاجرون أو يثورون على المقاومة وقد صورتها إسرائيل إنها سبب شقائهم ولذلك أقترحت إسرائيل أن تفك الحصار عن غزة وتلبى كافة احتياجاتهم مقابل التخلص من المقاومة أو الإعلان عن ضيقهم بالمقاومة حتى تبرر لإسرائيل القضاء عليها ومعلوم أن العائق الوحيد أمام إسرائيل لتهجير سكان غزة هو المقاومة ولذلك تتحرش بإيران وتمكنت من إختراق العالم العربى وإبعاده عن المقاومة بل ووصمها بالإرهاب وتقديم إيران كعدو لكل العرب وليس إسرائيل وأن إسرائيل هى الحامى للعرب ضد إيران وأن إيران النووية هى الخطر الوحيد وليس إسرائيل على العرب.
ولذلك لابد من احتضان العالم العربى مرة أخرى للمقاومة ومن يضيق بمساندة إيران للمقاومة فليتقدم هو لمساندتها وأن نضع إسرائيل كمهدد دائم للعروبه وأن إيران دولة عادية لها مشروع تتنافس به مع المشروع الصهيونى والمشروع التركى على جثة العالم العربى .
وأوصى تقرير المرصد المتوسطى الذى سجل مآسى غزة بسبب الحصار البحرى والجوى والبرى سجل توصيتين الأولى هى صدور قرار ملزم من مجلس الأمن يجبر إسرائيل على إنهاء الحصار ومعلوم أن تركيا حاولت كسر الحصار ولكن ردعتها اسرائيل فأبتعدت عن غزة تماما منذ 2010 وتركت إسرائيل حرة فى ممارسة جرائمها فى غزة وتزعم إسرائيل كما سجلنا فى المقال السابق إنها ملتزمة فقط بأعراف الحرب وهى لوائح لاهاى ضد حماس وليست ملتزمة بأحكام القانون الدولى الخاص بالاحتلال الحربى وتنفى أن إسرائيل دولة محتلة لغزة وقد فندنا كل المزاعم الإسرائيلية فى المقال السابق.
أما صعوبة تنفيذ هذه التوصية فتنبع من أن الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن غير مكترثة بمأساة غزة ولا تجد لها مصلحة فى تحدى إسرائيل فقد رهنت واشنطن حقها فى الفيتو لصالح إسرائيل تماما فلم تستخدم الفيتو حتى لمرة واحدة خارج دعم إسرائيل وحماية جرائمها وهى التى تشجع إسرائيل على هذه الجرائم ومعلوم أن مجلس الأمن ينظر للحصار على أنه مسألة سياسية وليست قانونية بينما الحصار فى الواقع مسألة قانونية وإنسانية فإسرائيل سلطة احتلال وهى ملتزمة باتفاقية جنيف الرابعة كما أن هذه الاتفاقية تلزم إسرائيل بالا تعتدى على غزة بل وتتجاوب مع احتاجات السكان ولكن إسرائيل تنتهك أحكام هذه الاتفاقية رغم أن الأمم المتحدة قررت من خلال مجلسها لحقوق الإنسان أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بل وتعتدى على غزة ومعلوم أيضا أن الحصار جريمة مزدوجة فهو جريمة حرب كما أنه جريمة إبادة جماعية وجريمة ضد الانسانية وفقا لميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية فمن الذى يلزم إسرائيل بإنهاء حصار غزة واحترام التزاماتها وفقا للقانون الدولى الانسانى والقانون الدولى لحقوق الإنسان وتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية فى قضية الجدار العازل الذى سكت المجتمع الدولى والأمم المتحدة عنه وأطلق يد إسرائيل بلا قيد أو حتى إدانه فى غزة ,
التوصية الثانية هى ضرورة إجراء انتخابات فى الأراضى الفلسطينية وأن تطالب أجهزة السلطة الجديدة بإنهاء الحصار وحتى هذه التوصية دونها ثلاثة عقبات
العقبة الأولى هى أن إسرائيل تساوم الفلسطينيين على اجرائها أما العقبة الثانية فهى الشقاق بين السلطة وحماس بسببها وأما العقبة الثالثة فهى أن السلطة حتى بعد الانتخابات لن تجرؤ على الطلب من إسرائيل أو من المنظمات الدولية إنهاء الحصار لأربع أسباب .
السبب الأول أن السلطة الفلسطينية مندمجة مع منظمة التحرير بشخص رئيس السلطة فليس هناك غطاء قانونى أو ضمان لحماية السلطة من إسرائيل .
أما السبب الثانى فهو أن السلطة وحدها وليست إسرائيل تنفذ اتفاق أوسلو ضد المقاومة .
أما السبب الثالث فهو أن السلطة تتفق مع إسرائيل فى العداء للمقاومة.
وأما السبب الرابع فهو أن السلطة تتفق مع إسرائيل فى ضرورة انهاء حكم حماس المنافسة للسلطة لدى الشعب الفلسطنى وأن تخلص غزة لحكم السلطة والانفراد بشعبية زائفه وفق انتخابات مريحة للسلطة ولإسرائيل ومعلوم أن المقاومة هى العدو الاساسى لإسرائيل وللسلطة معا ولذلك فإن الجامعة العربية التى وصفت المقاومة بالإرهاب دون سبب أو مقتضى سوى ارضاء إسرائيل تعترف بالسلطة ورئيسها فقط دون المقاومة وتتعامل الحكومات العربية مع السلطة وحدها رغم أن حملة سيف القدس أظهرت أن الشعب الفلسطينى فى كل فلسطين يفخر بمقاومته ويعتز بها وهذا أكبر استفتاء على رجحان كفة المقاومة على كفة السلطة دون إجراء انتخابات رسمية.
والحق أن هناك فرقا بين كسر الحصار ورفع الحصار وانهاء الحصار فالانهاء يكون بقرار ملزم من مجلس الأمن لإسرائيل رغما عنها أما رفع الحصار فيكون بإرادة إسرائيل وإما كسر الحصار يكون تحديا لإسرائيل وقد تمكنت إسرائيل من الانفراد بفلسطين دون تدخل من أى دولة خاصة تركيا وذلك بسبب دعم واشنطن لإسرائيل بل أن إسرائيل تصدت لسفينة مافى مرمرة التركية فى مايو 2010 واقتادتها إلى ميناء حيفا وقتلت تسعه من الاتراك على متنها وحتى عندما طلبت تركيا التحقيق الدولى فى الحادث فإن المحقق أدان تركيا وأخذ جانب إسرائيل.
ولذلك لابد للمواقع العربية من تبنى حملة عربية وعالمية لإنهاء الحصار عن غزة وليكن عام 2022 هو عام انهاء الحصار.
المصدر: إنسان للإعلام