هل التجريب كطريقة للتعلم ممكن أن تكون أيضا في القران ؟؟ وأين هي؟؟
بالفعل أيها القارئ فالقرآن قد اشتمل على طرق كثيرة للتعلم ؛ منها التجريب العملي والمعاينة.
فالقرآن قد جاء مناسبا لكل زمان ومكان ؛ جاء بكل حديث كما أسموه هذه الأيام منذ أكثر من ألف سنة فالقران العظيم كلام العظيم جل وعلا قد اشتمل على كل ما نحتاجه في كل نواحي الحياة .واليك أيها القارئ باقي طرق التعليم التي بدأناها في الحلقات السابقة .وهي :
التعلم بالتجريب العملي والمعاينة:
وهذا في قوله تعالى : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } سورة البقرة : 260 .
التعلم بالحكمة والموعظة الحسنة:
و هذا هو الأصل في التعلم؛ لا القهر والضرب والقمع ؛لأن كل هذه الأمور تؤدي إلى عملية تعلميه فاشلة، فمن ذلك مثلا قول الحق سبحانه:( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وقال تعالى : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ، وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ، يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ، يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } لقمان : الآيات من 12 إلى 19 .
قال سيد قطب : وهو يتحدث عن حكمة آدم في توجيهه للنصيحة التعليمة لولده قال: “والخطوة التالية هي اتجاه لقمان لابنه بالنصيحة: نصيحة حكيم لابنه. فهي نصيحة مبرأة من العيب، صاحبها قد أوتي الحكمة، وهي نصيحة غير متهمة، فما يمكن أن تتهم نصيحة والد لولده“
التعلم بالمجادلة بالتي هي أحسن:
.يقول الله تعالى: {أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } النحل،125 .
التعلم من خلال القصص القرآني :
وذلك بسرد أحداثها. فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (الأعراف،176). ويقول الله تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب ما كان حديثا يفترى } يوسف، 111
التعلم من خلال ضرب الأمثال:
قال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} الروم، 58 ،وذلك بأن يدرس المعلم كل قضية بضرب الأمثلة لها.
التعلم بالعروض العملية:
من ذلك ؛ قوله تعالى : { قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ، قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ، قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى ، وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ، فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } سورة طه الآيات 65 – 70
هذه هي أغلب الطرق التي جاءت في القرآن الكريم والقصص القرآني خاصة ؛ لنتعلم كيف نتعلم ، ولنعي ما تعلماه ؛ لكي لا يظل مجرد معرفة؛ فننتفع به وننفع به غيرنا ؛ وبهذا نكون وفينا لك أيها القارئ ما وعدنا به في استكمال هذا الموضوع ، على أن نكمل معك بعد كيفية التعلم …باقي الموضوع وهو :
ماذا نتعلم ؟؟؟؟؟