التصعيد العسكري في لبنان
التصعيد العسكري في لبنان.. هل يسحب الضغط عن غزة أم يزيد التعقيدات؟
تتصاعد الحملة العسكرية التي يشنها الجيش الصهيوني على لبنان، وذلك بعد سلسلة عمليات قاسية استهدفت قيادات وكوادر عسكرية في حزب الله، بدأت بتفجير أجهزة البيجر ثم أجهزة الاتصال اللاسلكي، وتلا ذلك اغتيال عدد من قيادات الصف العسكري الأول.
ويأتي التصعيد العسكري الصهيوني على لبنان والضربات المفاجئة كمحاولة لكسر إرادة المقاومة لدى الحزب، وذلك بعد إعلان وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت عن مرحلة جديدة من الحرب، وأن مركز عمليات جيش الاحتلال “يتحرك شمالا”.
وفي هذا السياق، تطرح نقاشات واسعة بشأن أهداف التصعيد الصهيوني وتداعياته على الحزب والعدوان على قطاع غزة، والخيارات التي يملكها الحزب للرد، خصوصا في ظل حدوث تحول عميق في نظرة الاحتلال أساسا إلى الصراع سواء مع قوى المقاومة أو على مستوى دول الإقليم.
فقد أحدثت عملية طوفان الأقصى تغييرًا كبيرا في إستراتيجية الاحتلال في التعامل مع التهديدات، إذ قطعت أشواطا خلال العام الماضي في التكيف مع حرب طويلة الأمد إن فرضت عليها، وحتى المخاطرة بخوض حروب برية وتحمّل خسائر بشرية هائلة، سواء على صعيد أعداد القتلى والجرحى أو حتى الأسرى لدى المقاومة.
التصعيد العسكري في لبنان
يرى محللون صهاينة أن العمليات الأخيرة ضد حزب الله كشفت عن خروقات لمنظومته الأمنية، أفقدت الحزب عددا من المزايا التي يتمتع بها، وهو الذي يخوض حرب دعم للمقاومة الفلسطينية امتدت على مدار عام تقريبا.
كما يشدد القادة الصهاينة .. وفي مقدمتهم رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي.. أيضا على ضرورة استغلال الوضع الراهن .. في استمرار العمليات الهجومية بشكل متعاظم .. وتسريع وتيرتها وتعزيزها.. كذلك وعدم منح الحزب فرصة لالتقاط أنفاسه.
أيضا والهدف من ذلك هو محاولة إلحاق الضرر بمنظومة الردع لدى الحزب.. كذلك وإضعاف منظومة القيادة .. ذلك عبر تصفية قيادات عسكرية وازنة وإظهاره في حالة انكشاف أمني.. ذلك في محاولة للتأثير على مكانته لبنانيا وإقليميا
لكن تجارب سابقة تشير إلى أن الضربات الصهيونية المفاجئة عادة ما تكون نتاج عمل طويل.. حيث يقصد منه إحداث حالة ارتباك في صف المقاومة.. إلا أن مدى تأثيرها الزمني يبقى محدودا.. كذلك وهو ما يمنح حركات المقاومة القدرة على امتصاصها.