رائد الصحوة الإسلامية البنا حسن أو حسن البنا .. الاسم والمعنى .. قد تكاملا في أبدع صوره .. ليحدثنا هذا التاريخ القريب .. عن معجزات يمكن أن تكون .. واقعا ونبراسا إذا أردنا أن نقوم من جديد .. ليبزغ نهار الحق .. ويسود الدين تمكينا وريادة .. للعالم كله .. وتكون له الأستاذية .. كما نتمناها بحق .
نحتاج للتحدث عنه .. الذي مدحه العظماء .. بجميل الكلمات .. لا لنكرر على الأسماع .. ما قيل من قبل .. ولا لمجرد التذكرة به .. ولكن لنرى نموذجا بشريا .. ليس بنبي ولا رسول .. استطاع أن يقود أمة .. انتشرت في العالم كله .. فقد بني صرحا .. أقل ما قيل عنه .. انه صرح أسس .. ليكون سببا من أسباب الله .. لحفظ هذا الدين العظيم .
هيا بنا نعرف من هو رائد الصحوة والمجدد والمرشد والمربي الإمام الشهيد حسن البنا، لعلنا نجد النموذج الذي نقتدي به ونأخذ مما فعل عبرة تجعلنا نستفيق من جديد ،ونعيد أمجادنا لتعلو راية الإسلام عالية رفرافة يستظل بها كل مظلوم وكل متألم من شقاء وتعاسة هذه الأوضاع الجائرة التي ألمت بأوطاننا الحبيبة المسلوبة.
فمن هو حسن البنا ؟
ولد حسن أحمد عبد الرحمن بن محمد البنا الساعاتي يوم 14 أكتوبر 1906 في المحمودية بمحافظة البحيرة بمصر، لأسرة علمية ذات أصول ريفية ، والده أحمد درس علوم الشريعة وتخصص في الحديث، ولقب بأحمد الساعاتي لأنه عمل في مرحلة من عمره في مجال إصلاح الساعات .
حفظ حسن البنا القرآن الكريم في وكثيرا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. في بدايات عمره وتأثر بشيخه محمد زهران صاحب مدرسة الرشاد الدينية.
وقد درس البنا على أبيه العلوم الشرعية وأخذ عنه صناعة الساعات ، ثم انتقل إلى مدرسة المعلمين في دمنهور عام 1920 وتخرج فيها مدرسا، وأكمل دراسته في دار العلوم بالقاهرة وتخرج فيها بتفوق عام 1927.
عمل مدرسا للغة العربية لفترة، ثم تفرغ للجهاد ضد الانجليز ونشر الفكر الإصلاحي والتنظير لمشروع الدولة الإسلامية.
فأسس جماعة ومدرسة الإخوان المسلمين عام 1928 وأصبح المرشد الأول لها ولكنه قبل أن يؤسِّسها كان قد انخرط في عدد من الجمعيات والجماعات الدينية مثل: (جمعية الأخلاق الأدبية)، و (جمعية منع المحرمات في المحمودية)، و (الطريقة الحصافية الصوفية في دمنهور). وشارك أيضا في تأسيس جمعية الشبان المسلمين سنة 1927م، وكان أحد أعضائها.
وقد أنشأ وقاد حسن البنا تشكيلات فدائية عسكرية لمواجهة الاحتلال البريطاني في مصر وللدفاع عن فلسطين.
الفكر عند الإمام الشهيد حسن البنا :
كان شغله الشاغل تجذير فكرة شمولية الإسلام وضرورة تطبيقه كمنهج للحياة ، و أخيرا يكون الوصول إلى أستاذية العالم، فحارب مظاهر الانحلال الخلقي والاغتراب في المجتمع .
بدأ الإمام في عام 1936الدخول لعالم السياسية، وفي عام 1948 دعا الملوك والحكام إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في شؤون الحياة، وبشر بالدولة الإسلامية في صورة الخلافة.
وقد عمل جهده من أجل هدفين أساسيين: تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وقيام دولة إسلامية حرة.
البنا والعمل الدعوي :
آمن البنا بأن الدولة الإسلامية هي صاحبة دعوة ورسالة، وأن الفصل بين الدين والدولة خطيئة كبرى، وأنه لا بد من قيام حكومة إسلامية تستند إلى القواعد التالية: مسؤولية الحاكم أمام الله وأمام البشر، وحدة الأمة في إطار الأخوة، احترام إرادة الأمة.
عندما أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين تأثرت بها معظم الحركات الدعوية والسياسية الإسلامية على مستوى العالم، وأقيمت لها فروع في الكثير من الدول العربية والإسلامية.
فأعاد البنا إصدار جريدة “المنار” بعدما توقفت، وعمل من أجل ما سماه المشروع الإسلامي الذي يستطيع مقاومة الاستعمار، والتصدي لمحاولات قهر الشعوب المسلمة.
وقاد البنا كتائب الإخوان المسلمين في حرب فلسطين، تحت “شعار الموت في سبيل الله أسمى أمانينا”. وعقد في دار المركز العام في القاهرة، أول مؤتمر عربي من أجل فلسطين، ودعا إلى حرب تحرير شعبية ضد إسرائيل تدعمها الدول العربية بالمال والسلاح.
وقد قال في إحدى خطبه “إنني أعلن من فوق هذا المنبر أن الإخوان المسلمين قد تبرعوا بدماء عشرة آلاف متطوع للاستشهاد” في سبيل الدفاع عن فلسطين.
وقتها أدركت إسرائيل خطر جماعة الإخوان المسلمين على المشروع الصهيوني وبدأت تكيد لها.
قالوا عنه :
فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
الإخوان شجرة ما أروع ظلالها، وأورع نضالها، رضي الله عن شهيد استنبتها، وغفر الله لمن تعجل ثمرتها.
فضيلة الشيخ حسنين خلوف (مفتي مصر الأسبق)
الشيخ حسن البنا -أنزله الله منازل الأبرار- من أعظم الشخصيات الإسلامية في هذا العصر؛ بل هو الزعيم الإسلامي، الذي جاهد في الله حق الجهاد، واتخذ لدعوة الحق منهجا صالحا، وسبيلا واضحا، استمده من القرآن والسنة النبوية، ومن روح التشريع الإسلامي، وقام بتنفيذه بحكمة وسداد، وصبر وعزم حتى انتشرت الدعوة الإسلامية في آفاق مصر وغيرها من بلاد الإسلام، واستظل برايتها خلق كثير.
الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي (شيخ الجامع الأزهر)
الأستاذ البنا رجل مسلم غيور على دينه، يفهم الوسط الذي يعيش فيه، ويعرف مواضع الداء في جسم الأمة الإسلامية، ويفقه أسرار الإسلام، وقد اتصل بالناس اتصالا وثيقا على اختلاف طبقاتهم وشغل نفسه بالإصلاح الديني والاجتماعي على الطريقة التي كان يرضاها سلف هذه الأمة.
فضيلة الشيخ محمد الغزالي
ليس قتل الصديقين والصالحين في هذه الدنيا بأمر صعب، إن القدر أذن بأن يعدو الرعاع قديما على أنبياء الله، فذبحوا وهم يحملون أعباء الدعوة، أكثير على من تلقوا هذه الأعباء قبل أن تسقط على الأرض أن يردوا هذا المورد؟ بلى، ومن طلب عظيما خاطر بعظيمته، لقد قتل حسن البنا يوم قتل، والعالم كله أهون شيء في ناظريه، ماذا خرقت الرصاصة الأثيمة من بدن هذا الرجل؟ خرقت جسدا أضنته العبادة الخاشعة، وبراه طول القيام والسجود، خرقت جسدا غبرته الأسفار المتواصلة في سبيل الله، وغضنت جبينه الرحلات المتلاحقة إلى أقاصي البلاد، رحلات طالما عرفته المنابر فيها، وهو يسوق الجماهير بصوته الرهيب إلى الله، ويحشدهم ألوفا في ساحة الإسلام، لقد عاد القرآن غضا طريا على لسانه، وبدت وراثة النبوة ظاهرة في شمائله، ووقف هذا الرجل الفذ صخرة عاتية انحسرت في سفحها أمواج المادية الطاغية، وإلى جانبه طلائع الجيل الجديد الذي أفعم قلبه حبا للإسلام واستمساكا به.
مؤلفات الإمام البنا :
من مصنفات حسن البنا: الرسائل، أحاديث الجمعة، المأثورات، وكتب عن سيرته الذاتية تحت عنوان “الدعوة والداعية”.
اغتيال البنا :
في 12 فبراير 1949 اغتيل حسن البنا أمام جمعية الشبان المسلمين، فنقل إلى مستشفى القصر العيني حيث فارق الحياة، بعدما ترك ينزف دون علاج حتى الموت .
بعدما عرفنا من هو الإمام الشهيد حسن البنا ، وبعد ما عرفنا رأي العظماء،فيه لابد وأن يتشكل لدينا فكرا حول إمكانية تحقيق صحوة إسلامية في كل زمان ومكان ، وبأقل الإمكانيات ،طالما توافرت فينا العزيمة والهمة والإخلاص واللجوء إلى الله وطلب المغفرة منه وأن يتوب علينا ويلهمنا الطريق إليه .