الابتلاءات ووجوب التضامن في الإسلام
التّضامن هو التّكافُل الاجتماعي أو المُجتمعي: بحيث يتشارك أفراد المُجتمع فيه بالحِفاظ على مصالحهم العامّة والخاصّة،
والتّعاون فيما بينهم لدفع الضرر عنهم، وجلب المصالح لهم، وتأدية كُلّ فردٍ لِواجباته، وأخذ ما له من الحُقوق،[٤] وأوّل من وضع الأُسس والتعاليم لِنظام التّكافل والتضامن هو الإسلام، وذلك من خلال وضعه لتعاليم تقوم على التّكافل الاجتماعي، وتحقيق التّعاون والمواساة بين أفراده؛ كالزّكاة والصّدقة
الابتلاءات ووجوب التضامن في الإسلام
إنّ للتضامن في الإسلام الكثير من الأهمية، وبيانها فيما يأتي: لازمٌ من لوازم الدّين، ودعامةٌ من دعائمه، وتتأكّد هذه الدّعامة عند اجتماع الأعداء ضدّهم، كما أنّهُ يعدّ استجابةً لأمر الله -تعالى- في قوله -سبحانه-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)، فهيَ سببٌ من أسباب القوّة، …والمجد، والنّجاح في جميع شؤون الحياة،.. وقانونٌ من قوانين المُجتمع .، كما يلبي الحاجة في ظلّ الظروف المحيطة، فلا بد من وجود الصّف وإزالة النزاعات،… والتّضامن يعبر عن مشاعر المسلمين ووحدتهم
. نتيجةٌ حتميّةٌ من دعوة الرُّسل جميعهم؛… لأنَّهم دَعَوا النّاس إلى عبادة الله -تعالى-
. فالإنسانُ يحبّ التّجمع والاجتماع،.. ويَكره العُزلة والانفراد، فأنَّ قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء.
كذلك يبين الحديث أنَّ من كمال الإيمان الإحسان إلى الآخرين،.. فينبغي على المُسلم إشعار غيره من المُسلمين بأهميّة وقيمة الأخوّة بينهم
التّضامن له مكانة عالية في المُجتمع، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام
فالتّكافل والتّضامن ليس قائماً على الجانب المادي فقط، وإنّما يشمل الجانب المعنويّ والفكريّ،.. وغير ذلك من المجالات،.. بل وتعدّى الأمر إلى أعظم من ذلك، حيثُ دعا الإسلام المسلمين إلى التّعاون… مع غيرهم على اختلاف مللَهم وعقائدهم بشرط عدم مُحاربتهم أو مُعاداتهم للمُسلمين،…
الابتلاءات والكوارث ووجوب التضامن في الإسلام | الشيخ علي اليوسف