الإخوان والتدرج لتحقيق الغايات
من المعروف أنه يجب أن يضع الإنسان الراشد لنفسه هدفا يسعى إليه،
وغاية عظمى يسعى لتحقيقها لتوفر له السعادة فيما يطمح إليه،
سواء كان ذلك من خير الدنيا أو الآخرة أو كليهما
وما ينطبق على الفرد ينطبق على الجماعة، بل على الأمة بأسرها،
فلا تكون جماعة جادة أو أمة راشدة إلا ولها هدف أسمى تسعى إليه
وغاية عظمى تعمل على تحقيقها من أيسر طريق وأقصره وأرشده.
وفي عصرنا الحديث حينما بدأت دعوة الإخوان تحاول إرشاد الأمة وإيقاظها من جديد،
لتردها إلى مكانتها ورسالتها بعد طول تأخر وركود
كذلك حدد الإمام البنا في (رسالة المؤتمر السادس) غايتين لجماعته المباركة
فقال يعمل الإخوان المسلمون لغايتين غاية قريبة يبدو هدفها وتظهر ثمرتها من أول يوم ينضم فيه الفرد إلى الجماعة،
وتبدأ بتطهير النفس وتقويم السلوك وإعداد الروح والعقل والجسم لجهاد طويل
(وَنَفْس وَمَا سواها ﴿ ٧﴾ فألْهمها فجورها وَتقواها ﴿8﴾
قدْ أَفلح من زَكاها ﴿9 ﴾ وقد خاب من دساها ﴿ 10﴾ (الشمس)،
كذلك وغاية بعيدة: لا بد فيها من توظيف الأحداث وانتظار الزمن وحسن الإعداد وسبق التكوين،
وهي تشمل الإصلاح الشامل الكامل لكل شئون الحياة،
الإخوان والتدرج لتحقيق الغايات
وتتعاون عليه قوى الأمة جميعها، وتتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل
كذلك لتحيا من جديد الدولة المسلمة وشريعة القرآن
(ثم جعلناك عَلَى شَرِيعَة مِنَ الْأَمْرِ فاتبِعها وَلَا تتبِع أَهواء الَّذِينَ لَا يعلَمُونَ ﴿ 18 ﴾
إِنهم لَن يغنوا عَنك من اللَّهِ شيْئا وَإِن الظالِمِينَ بعْضهمْ أَوْلِياء بَعْض وَاللَّهُ وَلِي الْمتقِينَ ﴿ 19﴾ (الجاثية).
كذلك لقد حدد الإمام البنا لتلك الغاية العظمى أهدافا مرحلية ووسائل تفصيلية
وتبدأ بإصلاح الفرد ثم بناء الأسرة ثم إقامة المجتمع ثم الحكومة فالخلافة الراشدة فأستاذية العالم
أستاذية الهداية والرشاد والحق والعدل.