الإخوان المسلمون والقضية الفلسطينية
أحسَّ الإمام الشهيد مبكرًا بمقدمات المشروع الصهيوني ..الذي يستهدف فلسطين ولم يتعامل مع احتلال الإنجليز لفلسطين ..كأي احتلالٍ لوطن إسلامي،.. وبدأ يكتب ويُنبِّه لهذا الخطر الشديد منذ عام 1929 م،
كما كان محذرًا من تصاعد الخطر اليهودي في فلسطين ، .. ففي مقالٍ كتبه مبكرا عام 1930 م أبدى فيه عدم رضائه عن ردود أفعال المسلمين في مواجهة هذا التحدي؛ ..لأنها لم تزد عن الاحتجاجات، وأن خطة اليهود ..تقوم على الاستحواذ عليها بالقوة ..وطرد أهلها.
كذلك وفي هذا الوقت المبكر استوعب الإمام الشهيد.. أبعاد المشروع الصهيوني والمعلومات المرتبطة به..، وتواصل ميدانيًّا مع أهلها، وأرسل الرسل هناك لتكون الصورة أمامه كاملةً.
كذلك ولم يكتفِ الإمام بذلك، ..بل وضع رؤية إستراتيجية للحركة،.. حدد فيها – رحمه الله – منطلقات وثوابت ..رؤية الجماعة تجاه هذه القضية؛.. حيث ينطلق الإخوان المسلمون في تعاملهم مع القضية الفلسطينية من حقيقة أساسية.. جوهرها: أن أرض فلسطين هي أرض عربية إسلامية، ..وقف على المسلمين جميعًا حتى تقوم الساعة،. يحرم التنازل عن شبر واحد من ثراها مهما كانت الضغوط، فهي بالتالي أمانة في أعناق أجيال المسلمين جيلاً بعد جيل حتى يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومَن عليها .. وأن قضية فلسطين هي قضية العالم الإسلامي بأسره وليست قاصرةً على أهلها الفلسطينيين، وأن المقاومة بكل أبعادها ومحاورها هي الطريق لاسترداد أرض فلسطين .
الإخوان المسلمون والقضية الفلسطينية
كذلك وهو دراسة علمية خضعت لشروط البحث العلمي ومناهجه، وجرى تحكيم فصوله الأساسية وإجازتها علمياً. وقد سعى المؤلف إلى جمع المعلومات من مصادرها الأصلية قدر الإمكان؛ واستفاد بشكل كبير من التاريخ الشفوي، حيث قام بعمل عشرات المقابلات مع مجموعة من الشخصيات والرموز الإسلامية الفلسطينية التي لعبت دوراً قيادياً في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، والتقى هذه الشخصيات في بلدان إقامتها في الأردن والكويت والسعودية والإمارات ولبنان. كما تواصل بالمراسلة مع عدد من الشخصيات والقيادات في الداخل الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما اعتمد على عشرات المراجع المصادر العربية والأجنبية.
كذلك تحظى “فلسطين” بمكانة خاصة عند كل العرب، ولها أهمية خاصة في قلوب المسلمين في كل أقطار الوطن العربي والإسلامي، ففيها أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي “محمد” صلى الله عليه وسلم، وهي أيضًا أرض الأنبياء ومهد الرسالات، ومنبع الحضارات، كما أنها موضع تقديس أهل الكتاب – من مسيحيين ويهود – وأرض المعارك الإسلامية المجيدة التي لا توجد فيها ذرة رملٍ واحدةٍ إلا وقد رُويت بدماء الصحابة والتابعين و المجاهدين من السلف .. ولهذا فهي تشكل جزءًا من عقيدة ووجدان المسلمين في شتى بقاع الأرض، وتعتبر أرضها وقفًا إسلاميًا على جميع أجيال المسلمين في الماضي والحاضر والمستقبل إلى قيام الساعة.
الإخوان المسلمون والقضية الفلسطينية