أن للمسلم عيدان في العام ، شرعهما الله له لكي تهدأ نفسه من عناء السنة كلها ، ليرتاح ويفرح ويدخل السرور على بيته وأولاده ، وقد أمر الله المسلمين في هذين العيدين بالتحلل من الهموم والأثقال مهما كانت العقبات ، وقد اختار لهذين العيدين مناسبتين عظيمتين الأولى وهي بمثابة جائزة بعد صيام الشهر الكريم خير شهور العام ، والثانية هي ذكرى التضحية العظيمة يوم تنفيذ سيدنا إبراهيم لأمر ربه له في رؤيا بذبح ابنه ؛ فقام وتجهز وقد استسلم هو وابنه لأمر ربهما ثم نزول الفداء العظيم الذي يعتبر بمثابة الهدية والثواب على الاستعداد لهذا الاستسلام المهيب .
واليوم سنتحدث عن عيد الأضحى الذي يأتي يوم العاشر من شهر ذي الحجة .
كيف نستقبل العيد ؟
تجلس الأسرة سويا لتجهز للعيد قبله بعدة أيام ، لتجهيز الأضحية وتعليم الصغار مناسك استقبال العيد، وليلة العيد يتجهز الجميع للصلاة بعد الفجر بغسل العيد ، ثم الذهاب للصلاة ثم الإفطار في هذا العيد يكون عكس عيد الفطر حيث يفطر المسلم في عيد الفطر قبل الذهاب للعيد ولكن في عيد الأضحى يفطر المسلم بعد الصلاة ، ثم توزع الهدايا المبهجة على الأطفال وتعليمهم صلة الرحم في هذا اليوم العظيم ،و كذلك تعليمهم التسامح والصفح وبشاشة الوجه عند رؤية الآخرين .
وفي هذا اليوم يشارك الأب والأم أولادهم في اللعب والمرح ، ثم يتذكروا معا الفقراء والمساكين من خلال الأضحية وتوزيعها ، وتعليم الصغار مناسك الذبح .
وللعيد آداب يجب الالتزام بها مثل :
الاغتسال للعيد .
الإفطار بعد الصلاة .
التكبير والتهليل في يوم العيد وهي من أعظم السنن .
تهنئة الناس بعبارات المعايدة .
التجمل والتزين .
التوسعة على الأهل والفقراء .
وفي العيد يحاول المسلم التفكر في معنى العيد في الإسلام حيث أن العيد طاعة لله ، وبهجة في الدنيا والحياة ، ومظهر القوة والإخاء ، والعيد في الإسلام فرحة بانتصار الإرادة الخيرة على الأهواء والشهوات ، وهو خلاص من إغواء شياطين الإنس والجن، والرضا بطاعة المولى والوعد الكريم بالفردوس والنجاة من النار.
إن العيد في الإسلام لا كما يتصوره البعض، انطلاقا وراء الشهوات، وحلا لزمام الأخلاق وتنزها على شواطئ البحر، إن العيد في الإسلام، ليس فيه ترك للواجبات، ولا إتيان للمنكرات .
كذلك أيضا يجب أن لا تنسينا فرحة العيد أن هناك آلاما وجروحا في الأمة لم تلتئم بعد، هناك من أبناء الأمة الإسلامية أناس أبرياء مظلومون ، سوف يدخل عليهم العيد، وما زالوا تحت وطأة الظلم والقهر والعدوان ، فكم من يتيم يبحث عن عطف الأبوة. ويتلمس حنان الأم، سوف يحل العيد بأمة الإسلام، وهناك من يرنو إلى من يمسح رأسه، ويخفف بؤسه، جاءنا العيد وهناك الألوف من الأرامل اللاتي توالت عليهن المحن .
فما هو المطلوب ؟
المطلوب هو انتشار روح المواساة التي يجب أن نضعها في حسباننا في أيام العيد ،المواساة النفسية التي هي عند البعض قد تكون أهم من القيام بالرعاية المادية ؛ فهناك آلاف الأسر تتمنى زيارة ومعايدة حيث يلعب أطفال مع أولادهم وعم حنون يربت على أكتافهم ويلعب معم معوضا فقدان أب رحيم كان يلاعب ويحنو عليهم ،
ويجب ألا ننسى من باتوا بزنزانة يحرسها سجان غاشم لا يشعر بهمهم ولا معاناتهم فعلينا تذكرهم بالدعاء .
ولكن مع كل هذه المآسي لا ننسى أننا مأمورين بالفرحة ، التي نتلمسها في ضحكة ابنة شهيد ، أو ابن لمعتقل ، وقد نتلمسها في مواساة احد الفقراء ، ولكن علينا أن نبحث عن السعادة وان ننشرها على كل حال .
وكل عام والأمة الإسلامية بخير