الأزمة الإنسانية القاتلة في غزة
صرخة الجوع الأزمة الإنسانية القاتلة في قطاع غزة
في قلب الصراع الدائم في الشرق الأوسط، تتجسد أحداثٌ مأساويةٌ تضاف إلى سجل البشاعة والمعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.
أيضا وفي هذا السياق، يبرز قطاع غزّة كمسرحٍ لأحدث فصول الكابوس الإنساني.. حيث تتفاقم الأوضاع القاسية لتصل إلى مستوياتٍ غير مسبوقةٍ من الجوع والمعاناة.. إذا فإنّها قصةٌ تلخص مأساة العالم المعاصر، حيث يتحول الجوع إلى سلاحٍ مدمرٍ يستخدم ضدّ المدنيين.. كما وتنعدم الرحمة والإنسانية في وجه القسوة والتهديد.
كذلك سنتناول في هذه المادة الأوضاع الإنسانية الراهنة في قطاع غزّة بشموليةٍ.. ذلك منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتّى الآن،.. حيث يواجه الشعب الفلسطيني هناك أزمةً إنسانيةً قاتلةً تهدد بالتدمير الكامل.. إذ تقف هذه الأزمة كتذكيرٍ مؤلمٍ بواقع الحياة في قطاع غزّة.. أيضا وتطرح تساؤلاتٍ حول مدى جهوزية المجتمع الدولي للتصدي لهذه الكوارث الإنسانية المتكررة؟ وهل يمكن أن يرى العالم هذه الصورة المأساوية ويظل متفرجًا؟ أم أنه يجب اتخاذ إجراءات فوريةً وجادةً لإنقاذ المدنيين الأبرياء، والحيلولة دون وقوع المزيد من الكوارث والمآسي؟
الأزمة الإنسانية القاتلة في غزة
منذ بداية الحرب على قطاع غزّة؛ تفجّرت أزمةٌ إنسانيةٌ خانقةٌ في أعماق القطاع، حيث يصارع السكان من أجل البقاء، وسط حصار الاحتلال الصهيوني المتواصل، والقصف المستمر. نجد في تقريرٍ صادرٍ عن خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتّحدة أنّ 80% من المهددين بالمجاعة أو الجوع على مستوى العالم تتركز الآن في قطاع غزّة الصغير، الذي أضحى مسرحًا لأزمةٍ لم تعهدها البشرية من قبل.
لم يعد هناك ما يسمى بالشبع في قطاع غزّة؛ الجوع يجتاح الأروقة، وينخر الأبدان، حيث أصبح كلّ فردٍ في هذه القطعة الضيقة يتألم من الجوع، ويناضل للعثور على لقمة العيش وشربة الماء النقية. ربع السكان يمرّون بمعاناة الجوع الحاد، ويعانون لإيجاد قوت يومهم، ويناضلون من أجل تأمين المياه النقية والطعام الضروري، كما تعرض المجاعة حياة النساء الحوامل للخطر، بسبب نقص التغذية والرعاية الصحية