إطلاق النار علي طالبي المساعدات
جنود العدو يعترفون بتلقي أوامر بإطلاق النار علي طالبي المساعدات
تؤكد شهادات لجنود في جيش الاحتلال في غزة أن الجيش يطلق النار عمداً على الفلسطينيين بالقرب من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، باستخدام المدفعية والقناصة والدبابات وغيرها، من دون اكتراث بحياة الأبرياء، فيما أقصى المخاوف تتعلق بانتقادات المجتمع الدولي، وعواقب ارتكاب جرائم حرب، أما قتل الباحثين عن لقمة يسدون بها جوعهم، فهو أمر عادي.
وتبيّن محادثات أجرتها صحيفة هآرتس العبرية مع ضباط وجنود، نشرتها اليوم الجمعة، أن قادة في الجيش أصدروا أوامر بإطلاق النار نحو مدنيين لتفريقهم وإبعادهم، رغم عدم تشكليهم خطراً على الجنود. وفي المقابل، طالبت النيابة العسكرية وحدة التحقيق التابعة لهيئة الأركان العامة بالتحقيق في شبهات ارتكاب جرائم حرب في هذه المواقع، ليس حرصاً على حياة الفلسطينيين، ولكن خشية الملاحقات الدولية. وبحسب ضباط وجنود خدموا في مناطق مراكز المساعدات، يطلق جيش الاحتلال النار على الأشخاص الذين يقتربون من مراكز المساعدات قبل فتحها، لمنعهم من الاقتراب، أو بعد إغلاقها، بهدف تفريقهم.
وقال أحد الجنود: “هذا ميدان قتل. في المكان الذي كنت فيه، كان يقتل يومياً ما بين شخص إلى خمسة. يطلق عليهم النار كما لو كانوا قوة مهاجمة. لا تستخدم وسائل تفريق التظاهرات، ولا يطلق غاز، بل يطلق كل ما يمكن تخيّله، نيران رشاش ثقيل، وقنابل، وقذائف هاون. ثم، عندما تفتح نقطة التوزيع، يتوقف إطلاق النار، وهم يعرفون أنه يمكنهم الاقتراب. نحن نتواصل معهم عبر النار”.
إطلاق النار علي طالبي المساعدات
وأضاف الجندي: “تطلق النار في الصباح الباكر إذا حاول أحدهم حجز دور من مسافة مئات الأمتار، وأحياناً يتم الهجوم عليهم من مسافة قريبة، رغم عدم وجود خطر على القوات”. وأضاف: “لا أعرف أي حالة إطلاق نار من الطرف الآخر. لا يوجد عدو ولا أسلحة”. كما أشار إلى أن النشاط العسكري في منطقته يُطلق عليه اسم “عملية سمك مملّح”.
وقال ضباط للصحيفة عينها إن الجيش الصهيوني لا ينشر للجمهور في الكيان أو في الخارج توثيقاً لما يحدث حول مواقع توزيع الغذاء. وبحسب أقوالهم، فإن “الجيش راضٍ عن أن نشاط منظمة مؤسسة غزة الإنسانية الأميركية حال دون انهيار كامل للشرعية الدولية”.. لمواصلة حرب الإبادة على القطاع.. كما يعتقدون أن الجيش نجح في تحويل قطاع غزة إلى “ساحة خلفية”.. كذلك خاصة في أعقاب الحرب مع إيران.. كما وقال أحد جنود الاحتياط.. الذي أنهى هذا الأسبوع جولة أخرى في شمال القطاع: .. “غزة لم تعد تهم أحداً.. لقد أصبحت مكاناً بقوانين خاصة به.. كذلك فقدان الأرواح لم يعد يعني شيئاً”.