إسرائيل الكبري الوعد المكذوب
أقرّ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.. الأربعاء، في مقابلة مع شبكة “آي 24” الإخبارية، للمرة الأولى وبشكل علني أنه “مرتبط جدا” بفكرة “إسرائيل الكبرى”، وهي رؤية توسعية تتجاوز الحدود المعترف بها دوليا لتشمل أجزاء من الضفة الغربية، وغزة، والأراضي المجاورة كالأردن ومصر وسوريا ولبنان.
وأثار إعلان نتنياهو إدانات رسمية وشعبية واسعة من عدة دول عربية، لانسجامه مع دعوات تيارات دينية يهودية متطرفة بنفس السياق، مما جعل منه تحولا بارزا في الخطاب السياسي الصهيوني .
كان حزب الليكود قد طرح مشروع إسرائيل الكبرى منذ وصوله بزعامة مناحيم بيغن إلى السلطة في دولة الاحتلال عام 1977، وحوّله إلى برنامج سياسي بني على أفكار ولدت قبل ذلك بكثير، وتبعتها التغييرات باستخدام الاسم التوراتي للضفة الغربية والقدس “يهودا والسامرة” والترويج للاستيطان اليهودي.
- ما المقصود بمصطلح “أرض إسرائيل الكبرى”؟
هو مفهوم أيديولوجي وسياسي في الفكر الصهيوني، يشير إلى حدود موسعة للدولة الصهيونية تشمل الأراضي الواقعة بين نهر النيل في مصر ونهر الفرات في العراق، أو على الأقل جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة إضافة إلى أجزاء من دول مجاورة مثل الأردن وسوريا ولبنان.
ويستند هذا المفهوم إلى تفسيرات دينية وتاريخية للتوراة، ويستغل في الخطاب السياسي لبعض التيارات الصهيونية لتبرير التوسع والاستيطان.
- ما الحدود التي يشملها هذا المفهوم؟
تختلف التفسيرات، لكن في بعض الروايات الصهيونية يقصد بها الأرض الممتدة من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق، وتشمل فلسطين التاريخية، وأجزاء من الأردن، سوريا، لبنان، وسيناء والكويت والسعودية.
- ما الأساس التاريخي والفكري لهذا المفهوم؟
يرتبط هذا المفهوم بروايات توراتية عن الوعد الإلهي لبني إسرائيل بأرض تمتد من النيل إلى الفرات، كما ظهر في نصوص مثل “سفر التكوين” و”سفر يشوع”.
وتبنت الحركة الصهيونية منذ تأسيسها نهاية القرن التاسع عشر في بعض أجنحتها فكرة استعادة هذه “الأرض الموعودة” كجزء من المشروع القومي اليهودي.
إسرائيل الكبري الوعد المكذوب
- كيف تطور المفهوم في السياسةالصهيونية ؟
في بدايات نشوء دولة الاحتلال عام 1948، لم يكن هناك إعلان رسمي بتبني المشروع، لكن بعض القادة مثل مناحيم بيغن وموشيه ديان تحدثوا عن ضرورة الاحتفاظ بالأراضي المحتلة بعد 1967 كجزء من أرض إسرائيل التاريخية، وهو ما دفع الأحزاب اليمينية والمتطرفة.. مثل “الليكود” و”الصهيونية الدينية“.. لإبقاء الفكرة حية في خطابها.. خاصة لتبرير الاستيطان في الضفة الغربية.
- هل تعتبر “أرض إسرائيل الكبرى” سياسة رسمية لدولة الاحتلال؟
أيضا يعتبر تصريح رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو.. الأربعاء.. الأول الذي يعبّر فيه مسؤول رفيع المستوى .. كذلك عن رؤيته لتحقيق أرض إسرائيل الكبرى.. لليهود بشكل رسمي.. كما أن هذه الرؤية حاضرة في الخطاب السياسي.. أيضا والحزبي والاستيطاني الصهيوني .
- كيف انعكس هذا المفهوم على الصراع العربي–الصهيوني؟
كما أدى إلى مخاوف عربية.. من التوسع الصهيوني على حساب الدول المجاورة.. ذلك لتتعاظم هذه المخاوف.. نتيجة لبعض السياسات الاستيطانية التوسعية.. أيضا للاحتلال في مناطق بالضفة الغربية.. والجولان السوري المحتل.. ما اعتبر سببا لاستمرار التوتر الإقليمي.