أوكرانيا ومقترح الحل الأمريكي
مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في أوكرانيا ..مامصيره؟
انتهت ساعات المحادثات في المملكة العربية السعودية ببيان مشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا يؤيد وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً الذي اقترحته الولايات المتحدة في الحرب مع روسيا.
ويرى مسؤولو إدارة ترامب أن هذه الخطوة تمثل تقدماً كبيراً نحو تحقيق أهداف السياسة الخارجية للرئيس الذي سعى في حملته الانتخابية إلى إنهاء الحرب.
بالنسبة لأوكرانيا، فإن الإعلان المشترك يمثل فرصة للرئيس فولوديمير زيلينسكي بعد الهجوم المهين الذي تعرض له في المكتب البيضاوي قبل أسبوعين من قبل ترامب ونائب الرئيس جيه دي فانس.
أما بالنسبة لموسكو، فإن الإعلان يرمي الكرة في ملعبها في الوقت الذي تشتد فيه الحرب بين البلدين
لكن حتى الآن، لم ينضمّ إلى هذا الاقتراح سوى طرف واحد في الحرب – الطرف المعتمد على الأمريكيين، والاقتراح لا يتجاوز ثماني فقرات، بتفاصيل ضئيلة تتجاوز الرغبة في المضي قدماً بسرعة.
فهل يجعل هذا وقف إطلاق النار ممكناً؟ وإذا كان كذلك، فهل يُمكنه إنهاء الحرب بعد الغزو الروسي الشامل قبل ثلاث سنوات بطريقة عادلة ومستدامة، وبشروط تحافظ على أمن المنطقة والعالم؟
أوكرانيا ومقترح الحل الأمريكي
وقد أعلنت أوكرانيا في بيان مشترك بختام المحادثات في مدينة جدة السعودية، عن استعدادها لقبول الاقتراح الأمريكي بفرض وقف إطلاق نار فوري ومؤقت لمدة 30 يوماً، قابل للتمديد بموافقة الطرفين، ويخضع لموافقة الاتحاد الروسي وتنفيذه المتزامن، وستبلغ الولايات المتحدة روسيا بأن المعاملة بالمثل هي مفتاح تحقيق السلام.
والكلمة المفتاحية هنا هي “فوري”، وهو ما لا يترك مجالاً للشك: ترامب يريد إنهاء الحرب الآن، ومع ذلك، فإن إلحاحه على ذلك يثير المخاوف في أوروبا.
ويخشى كثيرون من أن يؤدي التسرع .. في تحقيق النتيجة المرجوّة دون التوصل إلى شروط أولية.. إلى تخفيف الضغط العسكري على موسكو.. باعتبارها القوة الغازية.. وقد يؤدي إلى استغلال الهدنة.
ويقولون إنها “تعطي القوة المحتلة قوة أكبر”.
والخوف هو أن تدفع أوكرانيا .. كذلك في نهاية المطاف إلى استسلام فعلي.. النظرية هي أن روسيا .. القوة الأكبر والأكثر سكاناً واكتفاءً ذاتياً عسكرياً -.. قد تستخدم هدنة .. دون تقديم تنازلات .. وذلك لأسباب أولها تعزيز قواتها.. وإطالة أمد عملية التفاوض.. أيضا وانتظار ما سيحدث سياسياً لترامب .. ذلك خلال فترة ولايته بينما تتمسك بكل ما استولت عليه.
أيضا وحتى في هذه الحالة.. ستحاول السيطرة على المزيد من الأراضي.. كذلك مستفيدة من احتلالها الحالي.. وربما تستغل صدعاً في التحالف الغربي.. أيضا لتهديد المزيد من أوروبا.