أمهات صنعن رجالا
أم مالك بن أنس “عالية بنت شريك”
أم مالك بن أنس هي أم ساهمت في كتابة التاريخ،… فقد وضعت أقدام ابنها على أول طريق العلم ودفعته فيه…، فصار ابنها أحد الأئمة المعدودين في تاريخ الإسلام،
ما زال إلى زماننا الآن توجد عدة أقطار يتَّبعون مذهبه الفقهي بشكل يكاد يكون حصريًّا..، فضلًا عن المسلمين في أقطار أخرى كثيرة. … إنها أمُّ الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة، …ومفتي المدينة الأول،… وصاحب المذهب الفقهي المتَّبع في شمال إفريقيا، …ومن قبل في الأندلس
أم الإمام مالك اسمها: ..عَالِيَةُ بِنْتُ شَرِيْكٍ الأَزْدِيَّةُ،… ولا لأبيه أنس،.. وإن كان أعمامه،.. وجدُّه مالك بن أبي عامر من العلماء…، وقد عظَّمت الأم في عين ابنها …دروس العلم عن طريق تزيينه تزيينًا جيدًا …قبل الذهاب لمجلس العلم: «قال مطرف..، قال مالك: قلت لأمي أذهب فأكتب العلم؟.. فقالت: تعال فالبس ثياب العلم… فألبستني ثيابًا مشمرة ووضعت الطويلة.. على رأسي -يعني القلنسوة الطويلة- …وعممتني فوقها…. ثم قالت: اذهب فاكتب الآن،.. وقال رحمه الله: كانت أمي تعممني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة[1] فتعلم من أدبه قبل علمه»[2]،.. قال الزبيري: «رأيت مالكًا في حلقة ربيعة وفي أذنه شَنْف»[3]، قال ابن وهب: الذي تعلمنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.
أمهات صنعن رجالا
ويصف الذهبي نشأة الإمام مالك فيقول: “نَشَأَ فِي صَوْنٍ وَرَفَاهِيَةٍ وَتَجمُّلٍ”، هذا الجمال الذي نشأ عليه الإمام مالك كان له أثر عكسي في أنه رأى نفسه يصلح مطربًا، وكان حسن الصوت والصورة، وقد فزعت الأمُّ من هذا، فماذا فعلت؟
يقول مالك: «نشأت وأنا غلام يعجبني الأخذ عن المغنين[4]؛ فقالت لي أمّي: يا بنىّ، إن المغنّي إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه، فدع الغناء واطلب الفقه فإنه لا يضرّ معه قبح الوجه. فتركت المغنّين واتبعت الفقهاء، فبلغ الله بي ما ترى»[5].
تقول له أمه هذا الكلام على رغم من حسن صورته اللافت: وقد صفه أبو حنيفة أنه أزرق أشقر، وقال مصعب الزبيري كان مالك من أحسن الناس وجهًا وأحلاهم عينًا وأنقاهم بياضًا وأتمهم طولًا في جودة بدن، هذا الاهتمام بالمنظر الحسن ظلَّ في ذهن الإمام مالك، وصار أسلوب حياة
الزلازل والأعاصير.. هل هي إبتلاء من الله أم عقاب؟