أمـــة لا تمــــــوت
هذه الأمة المحمدية.. أمة عجب كتب الله لها السناء.. والرفعة والنصر والظهور ..على كل من ناوأها وحاول النيل منها.
والأمر الأعجب في هذه الأمة ..أنها لا تزداد مع سياط النكبات، ..ولهيب الأزمات،.. إلا قوة وعزة، واستعلاء، فالمحن تصقلها، والكوارث تنبهها، من غفوتها وسباتها.
كذلك ولو أن ما مر بهذه الأمة المرحومة، من الأزمات.. مر على أمة أخرى لكانت نسيا منسيا،.. ولتوارت في غياهب الماضي، وسراديب الآثار،.. ولرأيتها أثراً بعد عين، وذكرى بعد ضجيج، ولكنها أمتنا التي تختلف عن جميع الأمم، والتي أوجدها الله للقيام برسالة عظيمة تجاه البشرية،
أمـــة لا تمــــــوت
كذلك لأنها الأمة المجتباة الرائدة،.. التي تستحق بالفعل متى ما قامت بما أوجب الله عليها أن تكون رائدة العلم والتطور والسلام، وقائدة الحضارة،.. لأنها تملك الرصيد العقدي والرصيد الثقافي والرصيد الخلقي والمواقع الجغرافية والطاقات البشرية التي تخولها للقيام بدور القيادة والريادة، ومن هي الأمة التي تستحق ذلك غير أمة القرآن، وغير أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟.
إن الكوارث بالنسبة لهذه الأمة العظيمة، ما هي إلا صعقات إحياء، لا صعقات إماته، لأن هذه الأمة المبروكة قد تمرض، وقد تضعف، وقد تتخلف عن ركب الأمم الأخرى، وقد يعتري الوهن أوصالاً كثيرة من جسدها، كما هو مشاهد في الأزمنة المتأخرة، ولكنها وبرغم ذلك لا تموت، بل تظل أمة الأمل المشرق مهما احلولك الظلام، واشتد عليها الظلم والتسلط من أعدائها.
كذلك لقد أحاط أعداء هذه الأمة قديماً ..برسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومن معه من المؤمنين في المدينة، إحاطة السوار بالمعصم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه يحفر الخندق،
وهناك والمشركون محيطون بمكة،.. وعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكنوز فارس والروم، فتشربت هذه البشائر النفوس المؤمنة، وفرحت رغم الأزمة وانجفل المضعضعون والمخذولون يقولون استخفافا ” أحدنا لا يستطيع الخروج لقضاء حاجته ومحمد يعدنا كنوز كسرى وقيصر” ولسان حالهم وقالهم (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) ,ومع ذلك تحقق الوعد ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا، وكفى الله المؤمنين القتال.