أزمة مصر والتنوير
يهاجم محمد عمارة التنوير الذي ينتمي للثقافة الأوروبية المادية كرد فعل على هيمنة الكنيسة،
وبالتالي، فإن خصوصية التنوير الأوروبية لا تنطبق في العالم الإسلامي،
حيث الدين والثقافة في الإسلام وسطيان لم يسفرا عن ثنائيات مطلقة، كالإيمان والعقل.
وبذلك، ينتهي عمارة إلى أن حملة التنوير الحكومية تهدف إلى تحقيق برنامج مناهض للإسلام.
أيضا ويدافع عمارة عن أطروحات مفكري النهضة الإسلاميين، أمثال رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وغيرهم،
حيث لم يكن هؤلاء مؤيدين للتنوير بصيغته الأوروبية العلمانية، بقدر ما كانوا يقدّمون تحديثاً للفكر الإسلامي من منطلقات العقل.
كذلك أثارت صورة متداولة لشيخ الأزهر أحمد الطيب وبجانبه كتاب “أفول الغرب” للمفكر المغربي حسن أوريد -خلال عودته من رحلة علاجية في أوروبا
– جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر
ذلك بعد أن علق الكاتب المثير للجدل خالد منتصر على عنوان الكتاب قائلا إنه لو أفلت شمس حضارة الغرب فلن نجد دواء ولا طائرة.
أزمة مصر والتنوير
وانتقد كثيرون تعليق منتصر، وكتب رئيس تحرير جريدة الأزهر أحمد الصاوي
قائلا إن شيخ الأزهر “يثير حفيظة أدعياء العلم والتنوير الذين لم يقرؤوا في الصورة غير أنفسهم وعقولهم الغارقة في السطحية والشكلانية،
أيضا وتصوراتهم عن (الخناقة) التي في عقولهم والتي يستخدمون فيها كل ما يليق وما لا يليق” حسب تعبيره.
وتابع “لا أعرف إن كان هؤلاء “أدعياء العلم والتنوير” سبق لهم قراءة كتاب “أفول الغرب” للمفكر المغربي حسن أوريد
كذلك واطلعوا على ما يتضمنه من تأملات نقدية في الواقع الغربي والعربي على السواء،
ربما لو أنفقوا قدرا قليلا من الوقت قبل قذف “بوستاتهم” الانطباعية الساذجة التي لا تليق بمن يدعي الانحياز للعلم والتنوير
وأقل قواعد العلم والتنوير أن نقرأ أولا، لو فعل هؤلاء ما أقول ربما فتح لهم كتاب حسن أوريد الباب لفهم الاهتمام الغربي
وليس العربي بهذه النبوءة حتى أن أوريد لم يكن أول ولن يكون آخر المفكرين الذين تعرضوا لذلك وبنفس العنوان”.
وأضاف “يكفي أن أقول لك إن “أفول الغرب” كان عنوانا رئيسيا في مؤتمر ميونخ للأمن في 2020 ومحورا رئيسيا في التقارير البحثية لمؤسسات حلف شمال الأطلسي