يريدون هدم الأقصى
انشغل المسلمون في الأسابيع السابقة بقضية الأقصى، وثارت تساؤلات خطيرة بين أوساط عموم المسلمين، وكان من أهمها: هل من الممكن أن يهدم الأقصى؟،
ولماذا يحْدِث اليهود هذه الضجة الإعلامية الكبيرة حول هدم الأقصى؛ إن كانوا بالفعل يريدون هدمه؟ .. وهل الوسيلة الفعالة للهدم هي حفر الأنفاق تحته، أم إنه من المحتمل أن تلقي عليه قنبلة أو يقذف بدبابة؟.. أيضا وما المتوقع أن يحدث إذا تم الهدم بالفعل؟
إذا إنها تساؤلات خطيرة وحرجة، ولعل الإجابة عليها تبَصِّرنا بطبيعة المرحلة وطبيعة اليهود.. وكذلك بطبيعة الجيل الذي يستحق أن يحَرِّرَ الأقصى. إن هدم الأقصى عمل له آثار هائلة وضخمة.. أيضا وقد تكون سلبياته على اليهود أكثر من إيجابياته؛
ولذلك يسير اليهود وفق هذه الخطة الخبيثة التي تهدف إلى هدمه بأقل أضرار ممكنة.. فهم يحْدِثون هذه الضجة الإعلامية، ويتكلمون بوضوح عن أنفاقهم.. أيضا يسَرِّبون إلى الجرائد والفضائيات بعض الصور، التي تؤكد وجود الأنفاق بالقرب من الأقصى.. كل هذا لتحقيق أهداف كثيرة؛ لعل من أهمها هدفين:
يريدون هدم الأقصى
أما الهدف الأول:
فهو تعويد المسلمين على مسألة الهدم ، فكلما طرقت قضية هدم الأقصى مسامع المسلمين تعوَّدوا عليها، وصارت الكلمة مألوفة وغير مستهجنة.. كذلك فإذا حدث الهدم الحقيقي للأقصى لم يحَرِّك ذلك المسلمين بالصورة المطلوبة، وهذا يشبه التطعيم الذي يقوم به الأطباء للوقاية من الأمراض، فنحن في التطعيم قد نقوم بحقن الإنسان بميكروب تم إضعافه في المعمل؛ حتى يتعوَّد الجسم عليه، ويتعرَّف على طبيعته،
فإذا حدث يومًا ما أن هاجم الميكروب الحقيقي الجسم، لم يحْدِث الآثار الخطيرة التي تنتج عادة من هجومه.. فاليهود يقومون بتطعيم المسلمين بهذه الأخبار المتدرجة عن موضوع هدم الأقصى، فإذا تم الهدم بالفعل بعد عام أو عامين أو عشرة، لم ينزعج المسلمون الانزعاج المطلوب، ويمرُّ الأمر بسلام على اليهود
أما الهدف الثاني:
فهو قياس رد فعل المسلمين عند إثارة القضية؛ فاليهود يخشون من ردَّة فعل المسلمين، التي من الممكن أن تطيح بالوجود اليهودي في القدس، بل وفي فلسطين؛ ولذلك فهم يسَرِّبون هذه الأنباء المتدرجة إلى وسائل الإعلام، ويقيسون ردود الأفعال الإسلامية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، وهذا القياس يكون بصورة علمية مدروسة؛ يستطيعون بها توقُّع ردِّ فعل المسلمين إن تم الهدِم بالفعل، فإن شعر اليهود أن الأمر سيكون خارج السيطرة أجَّلُوا الهدم، وإن رأوا أن ردَّ الفعل لن يكون خطيرًا قاموا بهدمه وهم آمنون ..