مصر 2023 منذ يومها الأول والسنوات التي تسبقها تختلف عن مصر قبل 9 سنوات في كثير من الأمور..ولكن ما نبحث عنه هو الوضع الإجتماعي وتطوره في مصر .
وعلاوة على ذلك فالزواج هو بداية الحياة الاجتماعية .. وهو العنصر البارز في المجتمع ويترتب عليه تشكيل الوضع الاجتماعي ككل .
وكذلك فالزواج هو مصدر السعادة والاستقرار للإنسان .. فقد خلق الله سبحانه وتعالى النساء ليكونوا شقائق الرجال.. فلا يمكن للرجل أن يعيش بدون المرأة.. ولا يمكن للمرأة أن تعيش بدون الرجل، قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا)، والمعنى المراد من الآية الكريمة أن الاستقرار الحقيقي والسكينة لا يكون إلا بحياة زوجية قائمة على المودة والمحبة.
الزواج في الإسلام :
والزواج في الإسلام مبني على قضاء شهوة الإنسان بما يرضي الله سبحانه وتعالى،.. بعيدا عن الفحشاء والمنكر والزنا والسفاح، لهذا بين الرسول صلى الله عليه وسلم للشباب أهميته، بقوله.. (يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ)
ما استجد على المجتمعات:
استجدت بعض الأمور في مصر 2023 وما قبلها نتيجة التطورات والتي أصبحت تدفع بعض الأشخاص للبقاء في ظل العزوبية لفترة طويلة .. ومن هذه الأسباب:
محاولة وضع معايير جديدة للشريك المتوقع.
وكذلك تعزيز القوة العقلية والاستعداد لمواجهة التحديات المختلفة.. والقدرة على بناء علاقة أفضل في المستقبل.
وعلاوة على ذلك الشعور بالثقة والاحترام العالي للذات.. وتجنب البحث عن أي شخص للارتباط ولإكمال الحياة وحسب دون الاهتمام للاختيارات وللاحتياجات الشخصية.
وكذلك الرغبة في تقوية المهارات الحياتية لرفع مستوى ما يمكن أن يقدمه الشخص لشريكه المستقبلي.
نتائج هذه التطورات:
بعد هذه التطورات وجدنا الشباب أصبح يتأخر في الزواج، والبعض يعزف عنه في ظل المعاناة المادية وطلبات المهور العالية، وأسعار الذهب الذي ارتفع بشكل مبالغ فيه، كل هذا وغيره أثر سلبا على الشباب، فتارة نرصد تأخرا وتارة نرصد عزوفا، وكان لهذا نتائج كثيرة أصابت المجتمعات العربية والإسلامية، فانتشرت العادات السيئة والأمراض النفسية، وغيرها مما أسهم في انتشار حالات العنف سواء العنف المجتمعي أو العنف الأسري.
الكارثة الكبيرة في مصر 2023 :
كل هذه الأمور كانت شواهد في مصر على مدار السنوات التسعة الأخيرة، وقبل التصريحات الأخيرة للنظام المصري، والتي يمكن للشعب المصري تصنيفها تحت درجة الخطيرة، وهي تقييد الزواج بشروط وقيود جعلت من الزواج الفكرة الأصعب على الاطلاق، وإن شئت فقل فكرة مستحيلة.
وضع العراقيل :
فقد فوجئ الشعب المصري ببعض القرارات من النظام المصري المستجدة، وكانت عبارة عن خضوع الراغبين في الزواج للجنة طبية تفحصهم بعمل تحاليل طبية تكشف الحالة الصحية للمتزوجين ومدى قدرتهم على الإنجاب، وهذا وإن كان أمر من الأمور الجيدة إلا أنه في مصر له عواقبه التي سنتحدث عنها لاحقا.
كذلك القيام بتشكيل لجنة للموافقة على الزواج، وتعطي إذنا للمأذون لإتمام العقد ، فلم يكتفي النظام بفحص المقبلين على الزواج بل علاوة على ذلك يجب موافقة اللجنة المشكلة من قاضي – ولا نعلم لماذا قاضيا- ومعه طبيبا- وأيضا لا نعلم لماذا بعد الفحص وما هو الداعي لهذا الإجراء غير دفع الرسوم- ،وهل هذه اللجنة ستنظر للفحوصات والتحاليل فقط أم سيكون لها نظرة في مدى ملائمة الطرفين لبعضهما أم ستنظر أيضا في مدى خفة الدم والملائمات الروحية ؟!، وبذلك لم يعد الزواج بعد موافقة الزوجين ووليا أمرهما ولكنه أصبح قرار القاضي، وكأن النظام وصل باستخفافه من الشعب المصري تطبيق حرفية الأمثال الشعبية لإخباره بأننا سنجعل من النكات والمهازل حقائق، لتعلم أنك أصبحت تعيش في عصر الهوان والذل ، وكأن النظام ينظر في كل ما كان يتندر به الشعب على سبيل المزاح والاستعجاب ثم يصدر قرارته قائلا جعلنا من الحلم حقيقة مؤكدة ، فقد كان المثل يقول( أنا راضي وأبوها راضي مالك أنت يا قاضي ) .
وبعد كل هذا وإذا تخطا المقبلين كل هذه الشروط والعراقيل التي قد وضعها النظام وجدا أمامهما حجر العثرة ألا وهي دفع رسوم لصندوق الدعم الذي انشأه النظام -ومن شدة استخفافه قد قال عن هذه الصناديق هي صناديق على جنب أي لا تخضع للرقابة ولا للميزانية وقال أنها تتبع النظام فقط وهواه-.
دعونا نرجع للزواج وعراقيله
فكيف للشاب الذي يحاول بكل الطرق توفير نفقات الزواج ويدخل لحياته الجديدة وقد استدان من كل المعارف والأصدقاء أن يوفر رسوم لهذه الصناديق؟!. الشاب الذي قد يجد نفسه سنوات وسنوات يسدد في هذه الديون.. ويشقى ليلا ونهارا في عمله لكي يسدد ما استدان، وينفق على بيته الجديد.
ما النتائج المترتبة على القرارات في مصر 2023؟
تعدد الجهات في مصر التي يجب أن يدفع لها رسوم الزواج وتفاقم هذه الرسوم.
انتشار الرشاوي للحصول على موافقات للزواج.
وايضا عزوف الشباب في مصر عن الزواج الرسمي.
وكذلك زيادة الزواج العرفي وضياع حقوق البنات.
وكذلك انتشار الرزيلة والعلاقات غير الشرعية والفساد الأخلاقي ودمار المجتمع.
و الأمراض النفسية والجسدية التي تصيب الإنسان الغير متزوج.
الجرائم والعنف المجتمعي.
و قطع النسل.
في النهاية فكل الدول قد علمت أضرار تأخر الزواج وعواقبه.. فعالجت هذه الظواهر ..حتى يكون الشباب قادرا على البذل والعطاء والإنتاجكذلك قد وقفت الدول بجانب شبابها ليبذلوا بدورهم الغالي والنفيس من أجلها.. إلا مصر فلا نعلم إذا كان نظامها لا يعي هذه الازمات وعواقبها؟ ام يعييها جيدا ولكنه يريد انتشار هذه الكوارث لغرض ما في نفس يعقوب؟!