الدوافع الاقتصادية
يدفع الوضع الاقتصادي المتدهور في حياة الأسرة الناتج عن فقدان الوظيفة، أو تراكم الديون، أو اللجوء للرهن، إلى ممارسة الفرد العنف اتجاه أفراد أسرته؛ وذلك نتيجة مشاعر الخيبة وارتفاع مستويات التوتر بسبب حالة الفقر التي يعيشها، ويجدر بالذكر أن المشكلات الاقتصادية المؤدية إلى العنف تتخذ أشكالا مختلفة، ومنها مثلا عجز الأسرة عن توفير احتياجات المعيشة؛ بسبب ضعف الموارد وتدني مستوى الدخل. حدوث نزاعات بين أفراد الأسرة؛ لعدم الاتفاق في كيفية إدارة موارد الأسرة. وكذلك حدوث نزاعات بين الزوجين ناتجة عن كيفية إدارة راتب الزوجة ، وإمكانية إضافته إلى ميزانية الأسرة، تدهور الظروف الاقتصادية لوقوع حادث مفاجئ لأحد أفراد الأسرة، أو تعرض الأسرة لخسارة مالية غير متوقعة.
الدوافع الذاتية والنفسية
تعرف الدوافع الذاتية بأّنها الدوافع التي تنبع من داخل الإنسان وتدفعه نحو ممارسة العنف، ويمكن تلخيص هذه الدوافع في صعوبة التحكم بالغضب، وتدني احترام الذات، والشعور بالنقص، واضطرابات الشخصية، وتعاطي الكحول والمخدرات ،وتنقسم هذه الدوافع إلى قسمين أولهم الدوافع التي ظهرت بسبب عوامل خارجية عاشها الإنسان منذ طفولته وقد تكون رافقته خلال مسيرة حياته، مثل الإهمال أو تعرضه لسوء المعاملة، فيلجأ إلى العنف داخل الأسرة، كما قد تظهر هذه الدوافع بسبب مشاهدة الإنسان في سن الطفولة للعنف العائلي، واعتقاده مع مرور الوقت أن العنف وسيلة لضبط الأمور العائلية، والثاني هو الدوافع التي ظهرت داخل الإنسان منذ تكوينه نتيجة عوامل وراثية، أو نتيجة أفعال غير شرعية صدرت عن الآباء وأثرت في سلوك الطفل.
ضحايا العنف الأسري
يعد العنف العائلي ظاهرة تنتشر في جميع طبقات المجتمع بغض النظر عن المستوى الاقتصادي، أو الجنس، أو العمر، لذلك تشمل طبقة ضحايا العنف جميع المعنفين من الرجال، والنساء، والأطفال، وكبار السن، لا سيما أن الفئة الأكثر تعرضا للعنف الأسري هي فئة النساء، كما يظهر أن العنف عادة ما يكون سلوكا متعمدا، ولكنه في بعض الأحيان يمارس من دون قصد، ويكون ناتجاً غالبا عن عدم قدرة الأفراد على التأقلم مع ذويهم.
تحدثنا هنا عن الدوافع الاقتصادية والنفسية التي تدفع للعنف داخل الأسرة الواحدة ، وتحدثنا أيضا عمن هم ضحايا هذا العنف ، مع وعد باستكمال باقي موضوع العنف الأسري، وسنتحدث عن علاجه ودور المجتمع والدولة في هذا الموضوع فانتظروا معنا لان هذا الموضوع من الموضوعات التي تشكل خطرا على المجتمع ككل، وهو أمر هام يجب أن نعي لخطورته وكيفية التعامل السليم معه وكيفية تفاديه