مازالت الخيانة مستمرة
الخيانة جريمة بشعة،.. وليس أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة ..من رجل تولى أمور الناس فنام عنها وأهملها حتى أضاعها، ..وكفى بالمرء خيانة أن يكون أمينًا للخونة..، خائنا الشرف والشرفاء، وأكثر أنواع الخيانة جرمًا وفجرًا خيانة الوطن، وافجر منها خيانة الدين والعقيدة!!
كذلك أيضا لماذا التخاذل والخوف والله تعالى أعطانا المنهج والسبيل }وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون{ الأنعام.
إذا كنا نخاف من الموت فالموت كتبه الله على كل حي،.. في الوقت والمكان المحددين، ..فلماذا الخيانة؟ ولماذا العمالة؟
نحن نعيش الموت مئات المرات منذ لحظة ميلادنا ولكن لا نعي ولا نتذكر بل ولا نتدبر! فالخيانة موت، والتخاذل موت، والتقاعس موت، والجبن موت، والخوف موت، والعمالة موت!!
مازالت الخيانة مستمرة
مس مازالت تشرق..، والأيام ما زالت تتوإلى والزمن لم يتوقف بعد،.. فالزمن يدور والحياة تسير والسفر طويل..، ونحن مازلنا هنا، مازال في الجسد دم،.. وفي القلب نبض،.. وفي العمر بقية، وفي النفس شهيق وزفير،.. فلماذا نعيش بلا حياة ونموت بلا موت؟
ليس معنى الموت أن تكون جثة هامدة بلا حركة..، أو دماء فيها جارية،.. بل الموت الحقيقي أن تخاف من الموت..، جبنا يأخذ بيديك إلى الجحيم،.. فتظل حبيس اوهامك وبعدك عن الله، غير متعظ بمن رحلوا وغير منتبه لما هو آت!
من لم يمت بالسيف مات بغيره.
تعددت الأسباب والموت واحد!!
القدس عاصمة فلسطين، هي وطن لكل المسلمين ..في شتي بقاع الارض، ..تتجه أنظارهم إلى أقصاه.. وتنجذب قلوبهم إلي قدسها، فلسطين.. أمانة عند أصحاب العقائد السوية..، والضمائر الحية،.. الأبطال الشجعان، ..بعيدا عن العمالة والمداهنة، وهي عند المنافقين و المداهنين.. والمتخاذلين خيانة عظمى على مدار الأعوام، انحازوا للأعداء، وخانوا القدس وخذلوا الأقصى ولا حول ولا قوة الا بالله.
اتفقت الأحزاب على فلسطين، وتداعت الأمم على غزة، والامة الا مارحم ربي، لا تكترث، ولا تهتم، يفتنون بالدنيا ويكرهون الموت، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ..”يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، ..فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، فقال قائل:.. يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا، ..وكراهية الموت”. أخرجه أبو داود في مسنده.
ولحب الدنيا وكراهية الموت زادت العمالة وكثر النفاق وطفت الخيانة من بعض أفراد الأمة.
إن كلمات خالد بن الوليد رضي الله عنه..، التي ارتفع بها صوته قبيل رحيله وهو على فراش الموت.. حيث قال: لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، ..وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم ..أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.
مازالت الخيانة مستمرة
لكنه رضي الله عنه لم يعرف كم العملاء الذين باعوا كل شئ،و ساعدوا الاعداء علي ضرب أهل فلسطين الأعزاء، شاركوا في الحصار بغلق الحدود، وشاركوا في القتال بفتح الجو والبحر للأعداء يمررون أسلحتهم الخفيفة والثقيلة، ولا حول ولا قوة الا بالله، وإلا أبدلها بقوله: فلا نامت أعين العملاء!!
إن العميل الذي خان وطنه وباع أرضه وتخلي عن بلاده، بل وباع عقيدته ودينه، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه، العملاء باعوا الأرض، وهتكوا العرض، وضيعوا الفرض، ويحسبون أنهم أقوياء!! ويظنون أنهم شرفاء!! الجبناء يستقوون على الضعيف وينالون من كل شريف، ثم تجدهم عندما ينكشفون، يتساقطون كما تتساقط أوراق الخريف!!
لا يعرفون طريق الشجعان، ولا يتذوقون طعم الشجاعة، فالشجاعة تنشأ من إيمانك الراسخ أنك مخلوق للجنة، وأن هذه الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر، والآخرة وعد صادق يحكم فيها الملك العادل!!
غزة المحاصرة، لا دواء ولا ماء ولا غذاء، ومع ذلك يقاومون الأعداء، ويستمدون المدد من السماء.
رغم خيانة العملاء، وتخاذل الاصدقاء، وجبروت الاعداء، الا ان ابطال غزة الشجعان، وفرسان فلسطين متسلحين بالإيمان، يغالبون الصهاينة، يقاتلونهم في عقر دارهم، يقتلون فريقا ويأسرون آخرين، وذويهم من المدنيين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، تتنزل عليهم أطنان من المتفجرات، علي المنازل والمدارس والمستشفيات.