قيمة العطاء وأثره مجتمعيا
في بيئة العمل نستطيع تجسيد العطاء بطرقٍ متعدِّدة،.. فأصحاب القرار بوسعهم ممارسة العطاء مع مرؤوسيهم بشكلٍ أو بآخر،.. الأمر الذي يؤدي إلى خلق بيئة عملٍ إيجابية،.. وعلاقة أكثر قربًا وترابطًا.
كذلك ولا يُقصد بالعطاء هنا العطاء المادي فقط؛.. لأنه أحد أنواعه؛ …بل العطاء المعنوي الذي قد يكمن في سلوك،..أو في كلمة، أو في مدِّ يد العون،.. أوالعديد من الممارسات التي تندرج تحت مفهوم العطاء.
كذلك يجب أنْ نعلم أنَّ العطاء خصلة نبيلة،.. يتحلى بها مَن يجدُ في مساعدة الآخرين وسيلةً لاستحضارالرضا،.. ورسم السعادة على وجوههم دون أيِّ مقابل… إنْ أمعنت النظر، ..ستجد أنَّ الأشخاص المعطائين يتمتعون بمستوى عالٍ مِن السعادة؛ لكونهم يساهمون في إسعاد الآخرين،.. الأمرالذي مِن شأنه أنْ يعود عليهم بالسعادة عودًا مباشرًا وملحوظًا.
قيمة العطاء وأثره مجتمعيا
هناك العديد من أنواع السعادة..، وسأكتفي بالإشارة إلى نوعين:.. الأول: السعادة المؤقتة (اللحظية):.. وهي شعور الفرد بالسعادة لحظة حصوله على شيء ما،.. لكن سرعان ما تختفي باختفاء استشعار قيمة ما حصلَ عليه،.. مثال:.. عندما يقدِّم أحد أفراد أسرتك لك أحدث أنواع الهواتف الذكية هديةً لإنجاز حققته أو لأيِّ سببٍ آخر،.. هنا ستنتابك الفرحة بكلِّ تأكيد، لكن سرعان ما ستختفي ملامحها من وجهك بعد يوم أو يومين؛ ..كونك اعتدت على وجودها، وعلى العكس تماماً في النوع الثاني.. من أنواع السعادة: السعادة الدائمة:.. والتي تكمن في ممارستك العطاء دون أيِّ مقابل ترجوه، ..فمجرد نظرك إلى الشخص المقابل لك وهو في قمة السعادة التي كنت أنت سبباً فيها جراءعطائك غير المقرون بمصلحة، ..والسعادة تعتري ملامح وجهه،.. والفرح يملأ قلبه، سستشعر بها في كلِّ مرة تراه فيها، ..وستعود إليك تلك الفرحة وكأنك تعيش اللحظة من جديد. نعم،… هذا هو أثر العطاء،… وهذه هي المفارقة الحقيقية.
أكدت دراسة عملية أجراها عددٌ من…. الباحثين في جامعة زيورخ السويسرية على شريحةٍ محددة من مجتمع الدراسة،.. أنَّ ممارسة العطاء بإنسانيّة ومن غير أي دوافع أو مسوغات للحصول على مقابل،.. يساعد في تحفيز هرمونات السعادة..، ورفع معدل إفرازها.
العطاء وأثره علي الفرد والمجتمع
م
م