غزة بين التهجير والإعمار
لم تحمل القمة العربية التي عقدت في مصر، أول من أمس الثلاثاء، مفاجآت جديدة متعلقة بالملف الفلسطيني عموماً وقطاع غزة الذي يعاني من وضع استثنائي، لا سيما مع اعتماد الخطة المصرية المتعلقة بإعادة إعمار غزة. وعلى الرغم من الاتفاق العربي المسبق في اجتماع استضافته مدينة جدة قبل أيام بشأن ملامح التعامل مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير غزة، وتوفير خطة بديلة تمنع تهجير الفلسطينيين، إلا أن هذه الخطة لم تلق ترحيباً أميركياً أو صهيونيا.
ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن الخطة، سارعت الخارجية الصهيونية لإصدار بيان رأت فيه أن الخطة لم تحمل أي جديد ولا تلبي طموحاتها، وتعيد إنتاج ما وصفته بـ”الإرهاب” عبر جسمي السلطة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”. ويبدو الموقف الصهيوني متشدداً حتى في التعامل مع السلطة الفلسطينية في ظل رفضه بقاء حركة حماس في إدارة القطاع، على الرغم من إعلانات الرئيس محمود عباس عن سلسلة من القرارات التي يمكن وصفها بأنها مفاجآت القمة. وتمثّلت القرارات التي أعلن عباس عنها في القمة العربية في عزمه تعيين نائب للرئيس على صعيد السلطة ونائب لرئيس منظمة التحرير، وهما منصبان يبدوان مستحدثين في ظل تسريبات عدة عن ضغوط تعرض لها عباس في الفترة الأخيرة، فيما كان قرار التصالح مع “المفصولين” من حركة فتح هو الأبرز في ظل أزمات عدة عصفت بها خلال السنوات الأخيرة
غزة بين التهجير والإعمار
أما الإدارة الأميركية فلم تنتظر كثيراً للتعليق على مخرجات القمة العربية إذ أعلن البيت الأبيض رفضه الخطة العربية التي طرحت لإدارة غزة. وذكر مجلس الأمن القومي الأميركي، في بيان، أن “الخطة العربية التي نشرت لا تعالج الوضع الحالي القائم بأن غزة غير صالحة للسكن حالياً، وأن سكانها لا يستطيعون العيش بكرامة في منطقة مغطاة بالذخائر غير المنفجرة والركام”.
ترحيب “حماس” و”الجهاد” بمخرجات القمة العربية
أيضا في المقابل.. رحبت فصائل فلسطينية.. من ضمنها حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي.. كذلك بالخطة المصرية .. ومخرجات القمة العربية.. تلك التي وصفت من قبل التنظيمين بـ”الجيدة”.. مع التحفظ على بنود.. تتمثل في نشر قوات سلام دولية.
وعن ذلك.. حيث يقول مدير مركز عروبة.. للأبحاث والدراسات الاستراتيجية.. أحمد الطناني.. أيضا إن مخرجات القمة العربية الأخيرة .. كما تبدو جيدة من حيث الصياغات.. خصوصاً في ما يتعلق بخطة إعادة الإعمار .. إلا أن التحدي الحقيقي .. يكمن في ترجمتها .. أيضا إلى خطوات تنفيذية ملموسة.. ذلك وهو ما يحتاجه الشعب الفلسطيني.. أيضا بشكل عاجل وضروري.