علم الطاقة وهم أم حقيقة
لا يبدو هذا الحديث مقنعاً بالنسبة إلى المتخصّصين في علم النفس…، ففي وصف حاد تطلق أستاذة الأدب والتحليل النفسي هيفاء السنعوسي على المهتمين بعلم الطاقة،… بأنهم مشعوذون ومحتالون يبيعون الوهم…، وتقول “يحدث هذا في ظل غياب الرقابة من الحكومات….، وهذا الغياب ساهم في انتشارهم، ودعت في حديثها إلى تجريمهم بسبب ما تصفه بالممارسات …”الشاذة التي تستهدف العقيدة والثوابت المجتمعية”.
وتنفي السنعوسي أن تكون الطاقة مصدراً للعلاج الجسدي أو النفسي،… لأنها بحسب قولها “أفكار مجردة وأوهام،… وخرافات، وطقوس عقائدية،… وممارسات متوارثة”. وتضيف “تأثيرها عقلي بالإيحاء،…. وزرع الأوهام التي يتخيلها الإنسان ويراها حقيقة”.
كما تشّبه طقوس العلاج بالطاقة،… بأنها أشبه ما تكون بطقوس “السحرة والعرافين” البعيدة كل البعد عن العلم والمنطق، وتقول “إنهم يمارسون حرفة الكلام…، ويتلاعبون بالألفاظ والصيغ، …ويزعمون بأنها حكمة تنطق بها أفواههم بينما هي فخّ وقعوا فيها،… وانبهار بعقائد غير سماوية تؤمن بعبادة التماثيل والبهائم”.
علم الطاقة وهم أم حقيقة
كذلك فنهلة سلامة خبيرة تنمية بشرية واستشارية الإرشاد الأسري،… قالت: «انتشر الحديث عن علم يدعى علم الطاقة واختلفت الآراء حول هذا العلم،… فهناك من قال إنه أمر وهمي ودجل لا حقيقة له في الوجود وما هو إلا خرافات من بعض الديانات الوثنية القديمة… وغطاء باسم العلم على الجهل والباطل والإلحاد…. أما في الجانب الآخر فهناك من دافع عن هذا العلم ووجد أنه لا يتعارض مع الأديان السماوية لأن الله خلق في الكون طاقة عظيمة تسمى «الطاقة الكونية»،… وتنقسم إلى طاقة إيجابية موجودة في الرحمة والحب والأمن والسلام وغيرها….وطاقة سلبية موجودة في الكراهية والحروب وغيرهما،… ولهذه الطاقة الكونية تأثير كبير على مختلف جوانب حياة الإنسان الروحانية والصحية والنفسية والعاطفية… وهي طاقة كامنة داخل الإنسان وهي القوة المؤثرة والمحركة له… وهذا العلم لا يضر الإنسان بشيء ولا يعارض الدين لأنه يسعى إلى تحقيق التوازن
علم الطاقة وهم أم حقيقة
كذلك لو نظرنا بعين المتأمل إلى أنفسنا على سبيل المثال كثيرًا ما نسمع من يقول….: «ليس عندي طاقة لفعل أي شيء»، وآخر يقول: «أمتلك طاقة إيجابية لفعل كل شيء….، فكلمة طاقة سواء كانت هذه الطاقة إيجابية أو سلبية موجودة بالفعل داخل الإنسان، على الرغم من اختلاف نسبتها، وتنعكس هذه الطاقة على تفكير وسلوك ومشاعر الإنسان، فصاحب الطاقة الإيجابية هو صاحب التفكير الإيجابي القادر على اتخاذ القرارات وحل المشكلات والأقرب للنجاح والتميز،
أما صاحب الطاقة السلبية فمتشائم وعاجز… وغير قادر على تحقيق متطلبات الحياة اليومية …ويشعر بالحزن والاكتئاب ربما دون سبب واضح وهناك أيضًا من يعيشون صراعًا داخليا بين الطاقة الإيجابية والسلبية لديهم، فقد يكون الإنسان ناجحًا ولديه طاقة إيجابية تجاه أسرته لكن يحمل طاقة سلبية تجاه عمله، ليس هذا فقط فهناك دلالات أخرى على وجود الطاقة المسيطرة على شعور الإنسان بشكل عام مثلاً عند دخول مكان لأول مرة ربما نشعر بالطاقة السلبية والانقباض من أحد الأماكن أو الأشخاص وربما العكس الطاقة الإيجابية والارتياح والبهجة وغيرها من الدلالات.
علم الطاقةوكيفية مواجهتة